نصوص أدبية

بلاد على وجه القصيدة

وماظل لنا ..

سوى ..

أن نجمع شظايا البلاد

بكوز القصائد والدموع ..

و أزعل ..

لأن أولى قطرات الخديعة

كانت على صدر الفرات ..

و أزعل ..

لأن أولى الركعات للرب

كانت على أرض كربلاء ..

وأزعل ..

لأن البلاد التي أنجبتنا

ركلتنا واحدا إثر واحد

على مشارفها ..

ومن هناك كان الوجد يصيح

أيتها الأم الرؤوم ..

لماذا  نحن سبايا

والغزاة بثروتك يمرحون ..

ثروتك كانت

جوقة صعاليك ،

ونصب حرية لايخون

وعشّاقك الذين لايذبلون ..

فلماذا الخيول لاتصهل الآن في حنجرة فراتك

ولماذا وردة المعدان لاتزهر على جبهة دجلتك

ولماذا كل صوت يستغيث بك

يراه الخلق وحتى الله ..

محزونا .. مهموما ..

ومجنونا ..

أترى الدبابة التي إحترقت في شرق البصرة

تعود تهدر من جديد على أسنان الغزاة ..

هيهات ..

فالنعمة وافرة للصوص في بلادي

والخمرة صارت تباع بسعر الذهب

للجنود الذين خرجوا من أكفان السواتر سهوا

والشهداء الذين عادوا من الفاو

بلا قارب نجاة ..

هذه بلاد لاتريد لأبنائها

الذين ماتوا من أجلها ..

أية ذكرى تبقى .. لهم

ولايبقى لهم أية سيرة بين الرواة ..

هذه بلاد تأكل نفسها

في كل صلاة

لكن هيهات ..

وشاسع هو الفرق

بين الذي حارب لأجل أن يبقى 

كأس خمرة في الحانة .. نصيره

حين يعود في إجازة من الجبهات ..

وبين الذي فرّ من حليب أمه

و يريد أن يدع كل جمال لهذه البلاد

مجرد طين

وسهو دين

وعمامة

لا تصلح أن تكون موطن عش للحمام

والفرق ..

 أن الشعر ..

حين يكتب لبلاد بطاغوت

وبلاد بغزاة ..

كالفرق بين ظهر فرس ثاكل لايركبها سوى الفقراء

وفرس تعرت عن أردافها قبل ظهرها

لكل من هبَّ ودبَّ من العتاة والزناة والغزاة ..

بلادي مسبية

وبلادي بلا هوية لأبناء أرض السواد

إنْ كانت تسير ذات بطش بحبل طاغية

 وإنْ كانت الآن مأجورة  للغزاة ..

وماذا أقول ..

إنْ كان حتى الله يحب الغزاة ؟؟

والبرهان ..

تركت قبة الإمام علي الهادي تلمع بالدموع

وملاذا ليمام الحضرة ..

والآن نرى حتى البوم لاينام بين خرائبها ..

ولاحتى من خرج من  قبو الظلام ؟؟

وجوه للصلاة ..  أسلافنا ..

وجوه للفلاة .. لا أسميهم انتم تعرفونهم

وجوه للسحت الحرام

وجوه للسياسة التي بلا سائس

وجوه للحروب .. برغم إنوفنا دخلنا أتونها !!

وجوه للمنافي ..

خير مافعله الطغاة لنا دون أن يحسبوا  .

وجوه للقصائد .. هل نحن شعراء حقا

وجوه للتراتيل ..

آه لوكان كل مسلم  يحمل قلب نصراني ..

وجوه للأدعية .. شعر عجيب

وجوه للدموع .. ذخيرتنا حتى نموت

وجوه لسرقة ماظل من سواد في البلا

وجوه للخمرة .. هي نحن ..

وجوه للملائكة .. هي نحن ايضا ..

وجوه للشياطين .. لهم وحدهم 

وجوه للشهداء .. من أرومتنا

وجوه للعترة الطاهرة المبرأة من نفط ونياشين

وجوه للكفاح المسلح من أجل فلسطين ..

أقدس وأصدق طرفة !!

وجوه كالحة على مر السنين

وجوه مترعة بالثروة على مر الدين

وجوه بلا معنى

وجوه بلا تقوى

وجوه ترى الله حفنة صلاة

وبقايا خمس وزكاة

ووعثاء حج

وجوع بطن على صوم

 نحن الفقراء لا نصوم الى يوم الدين ؟؟

وجوه جنسية هي البطش بهيئة غزال

وجوه قومية وطوباوية ضاع ماؤها وسرابها

وجوه إشتراكية برؤوس رأسمالية

وجوه عدمية

وجوه نورانية تحسبها  بالعمـّة

وإذا مادنوت منها تشم عطن الفناء ..

وجوه تكتمل بها فتنة الحياة

وخيانة الممات

وجوه طائشة

وجوه عابثة

وجوه دانية

وجوه ماجنة ..

وجوه .. وجوه  .. وجوه ..

وجوه ما أنزل الله بها من سلطان ..

وجوه لاتنتهي ..

غير أن وجه القصيدة ..

هو أنبل الوجوه

لهذي البلاد .

                                                    بيرث

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1209 الاثنين 26/10/2009)

 

 

في نصوص اليوم