نصوص أدبية
في مَراشِقِ الغِـواية / سعيدة تاقي
* * *
القلْبُ منزوعُ النّوى،
يمشي حافِياً
ترَكَهُ الربيعُ عارياً
ومضى يقلِّـبُ خلْفَ
الفصُول المتداخِلة
عنْ بتْلاتٍ لمْ يَـرْوِها
القِـطاف.
أكلَّما نكَأَ الخريفُ
مخاضاتِ البداية
تخْسِفُ الحياةُ أوراقَها
وتُغدِقُ الدِّماءُ صبيبَها،
وتلتَفُّ بَيْـن الزّوايا
آلافُ المناديلِ المخضَّبة.
***
القمَرُ لم يعُد مُرسَلاً،
لمْ تضُمهُ الشّمسُ
بَعْدُ إلى أحضانها.
والطلُّ غادَر الصَّفاءُ
نقَـراتِـهِ
في الهَزيع الأخير.
والوردُ يُداري
خِلْسَةً،
شوكَهُ شوقاً
لرَفِـيف الفرَاشات.
***
الليلُ قارِسٌ هناك
خلفَ المَرايا الباهتة.
القَلبُ حافِياً
يمشي
دون قدَمَيْن،
منزوعَ النَّوى
وحيداً.
والغصَّةُ تجثُو
مُرتَجِفةً،
خلْفَ الأوراقِ
والدِّماء..
والأشلاء،..
تبْحَثُ للمَناديلِ
عن مصيفٍ لا يُحرِقُ
دِرْعَ الأحلام.
18 نونبر 2012
تابعنا على الفيس بوك وفي تويتر المثقف
............................
الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2280 الثلاثاء 20/ 11 / 2012)