نصوص أدبية

همهمات السفر الأخير / محمد العرجوني

من وراء الوراء..

عبر هباء الأرض والسماء..

ممتطيا تلابيب الحصى..

مرتشفا رذاذ صفصافة المنتهى..

قد يزأر كوحش الصدى..

أو يجهش بالبكاء..

أو يطلق سهم القهقهات

 التي شاخت في المنفى..

 

ذاك الصوت البعيد..

يقترب من صحن الدار..

محفوفا بشيء من الهباء

 من الغبار..

وشذى المسك وشظايا النار..

ملتحفا شهبا من المهابة

من الوقار..

 

هل أنت مستعد للسفر..

يا كائنا من طين وصلصال؟..

 

وما بال السؤال..!! مادام القرار

قرار من نادى بالترحال!!

 

فمرحا بدابّة الحصاد

وبنهيق ضاقت به

سرائر العباد

يقتلع الأوتاد

يحُز ما تمايل من السيقان

وما سما كأعمدة

دار لقمان

 

هيا تقدم و لا تتلعثم

أمام اختبار الكلام!!..

كسّرْ زجاج رئتيك!!

لم تعد قادرتين على الصفير

ولا على الزفير..

تشبع بجراح الحشرجات

 وأنات تسبح في الأثير..

أياك أن تتلكأ..

فحبات العرق صارت مطرا مذرارا..

صارت موجا تعلوه زُبدا

 تهمهم هديرا

خذ آخر نظرة من حولك...

 تجازيك حينما تنوء بحملك...

وتُرفع فوق الرؤوس إلى مهدك...

قد سُخرت لك طاقات الصهيل...

واكتُريت لك نوجة الريح...

ترسيك قبالة رعد فصيح...

يزمجر كضربات الصوان على الصفيح...

معطاءٍ.. سخيٍّ.. وغير شحيح...

من حوله

 تتطاير كل أنواع الشظايا

كلما تقدمت بشبر...

نحوه

أبرق بردا وشتاء... ولفك بدعاء الصبر..

على حافة فوهة القبر...

اقترب من صرحه..

استعن بدقات البندير

العالقة بكتفك الأيسر

منذ آخر رقصة "النهاري"

وصمت القلب..

فثمة ملجأ كل مسافر

أُرغم على شد الرحيل

كلما ضاقت روحه بسبل الأرض...

 

وجدة في 08 نونبر 2012

 

تابعنا على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2282   الخميس    22/ 11 / 2012)

في نصوص اليوم