نصوص أدبية

يوم الشمس

.....

صحوت على ضجيج مركبات

وجسورٍ تحادث النهر

كنتُ في الأمس

وكان يوم ..شمس

.....

أومى إليّ غلام

 يحمل على كتفه..صينية حلوى

.....

مشينا في درابينَ..أبوابها خشب

 

شناشيلها تتعانق وتتهامس

يمرّ من بينها شعاع..

بلون الذهب

.....

...وقف الغلام

 

قلتُ...ياصغيري

جعلتني أسرحُ معك..بين العقود

وهذه الجدران..تحكي تاريخ مجد

هيا..

أتريد شيئا من النقود؟

 

أم  لديك شيئا تبيعُني؟

يصمتُ الغلام...ولا يُجيبني

 

.....

أشاح  بوجهه

وأشار بأصبعه إلى آخر الزقاق

رأيت باحات لونها

 ..أحمرٌ قاني

أختلطت فيها الدماء باللهب

رأيتُ أشلاءً..وأوصالا متقطّعة

وحناجرَ من الصراخ..ممزقة

.....

 أشار الغلامُ إلى جُثتهِ المحترقة

تناثرت بجانبها صينية الحلوى

قال..

  فجرّوا الشمس في بلادي..

شوهوا الأزهار ..واللُعَب

أمي ..ستفتش عني

سيصبح قلبها حطب

أمي لن تحتمل ..فراقي

فبيتنا من البكاء والعويل ..

قد تعب

اسئليهم...ماذنبُ بلادي

ماذنبُ الطفولة

تحرَقُ في المهد؟

اكتبي ..اكتبي عنا سيدتي

اكتبي عن  يوم الشمس الدامي

 

واسئليهم من الملام...

ومن  الجاني؟؟

 

د هناء القاضي

26\10\2009

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1210 الثلاثاء 27/10/2009)

 

في نصوص اليوم