نصوص أدبية

تعالَوا أيّها البرابرةُ أنتم وريحُكم الصرصر / جواد كاظم غلوم

انتفضوا من قبوركم

اخرقوا أكفانكم

من أقصى ثمود الى أدنى "إرم "

 تترقبُكم ريحٌ صرصرٌ عاتية

تتوجّسُ بكم

ترتدي طيلسان الربيع العربي

نسخة منه الى : العرب العاربة

والمستعربة  والمتأسلمة، العاقّة  والطائعة

الضالّة والمُظِلّة

المسالمة والمتحاربة

ذات العمادِ  وذات السياط

الأنخاب منهم والأعراب.

يامَن أُهلكْتم بالطاغية

من مشارف أيبيريا " الى تخوم حلبِ الخرائب

الى ملوك الطوائف : سالفها  ولاحقها

ونوّاب الطوائف : دعِيِّها وصادقِها

يامَن وسمْتمْ نسلي فِرَقاً ضالّة

كلابا مسعورةً

رعاعاً، غوغاء، سَفَلة

عُوّاماً، دهماء، جرذان فتّاكة

أوغاداً  مناكيد، مخصِيين

لانريدُ  زناخة  تصريحاتكم

لانريدُ طرْق أبوابكم المنقوشة بأدعيةِ إبليس

الملطخة بحنّاءٍ من الوحلِ

تلوّنت بها أكفُّكم السارقة، المارقة

جعلْتمْ شعبي يمتهن اللصوصية

جندّتمْ فتياننا جلاّدين

سجّانين، جنوداً مرَدة

مرشدي أمْنٍ، ممتهني تحرير تقارير الغدْر

ومدبّري المكائد

أدخلْتم الوساوس في عقولنا

نقرأُ أدعية الخوف

نوفي النذور هلَعاً

لتشبعَ بطونكم النهمة

لعقْتمْ من عسلِ الشياطين دبَقاً قذرا

مضغتمْ ذبابا أزرق

أكلتم مال اليتامى سحتاً شهيا

نكحتم الأيامى حلالا طيّبا

تباركون فسقكم بآياتٍ تلامس ألاعيبكم

عبّأتم أرحام نسائنا نطفاً نجسة

وطّنْتم أوبئة غرائبية في ربوعي

ماأنزلَ الله بها من أسقام

علّقتم صفوتنا في مشانقكم

مزّقتم أشلاءنا بمخالبكم

لم أعهدْ بأركانكم صفوَ عيش

لم تمرّ بخاطري هدْأة  بال

سرقتم ضحكاتي البريئة

أحرقتم تبْري النفيس

أبقيتم لي رماد النحاس

أحنيتم رِقابنا

غضضتم بصرنا عن مطلع الشمس

فتحتم عنابر سجونكم لأطهارنا النجب

شممتم الغدر أنفاساً أفزعها الخوف

ضممتم السِّفاحَ جنودا يحمونكم

والعتاةَ سوراً لقلاعكم

أغرقتم ساحي دماءً حارّة

صيّرتم الرِّياض مسالخَ لأطفالنا

والمعابدَ أوكاراً تنهشُ أجسادنا

جعلتم منائري مداخن حارقة

شحذتم أقلامنا أنياباً تمزّقُ زغبَنا

أرنو الى وجهِ "نيرون" حانياً

متوسِّلاً إليه أن يحمي مرْجلَه

قبرْتم صغارَنا وأْداً

سخّمتم سماءنا الزرقاء

أقحلتم فيافينا الخضر

شحنتمْ أهلينا عداوةً وبغضاً

طلّقتم حليلاتِنا الممتلئات عفّةً

نحرتم حمائمنا أمام مرآنا

كواتمكم تطاردُنا أينما حللْنا

أبواقكم تصمُّ آذاننا

أفواهكم تنفثُ كذباً

عيونكم تحدق بنا شزراً

سياطكم تلسعنا وجعا

أخذتم بخناقِنا

رفسْتم أحلامنا الورديّة

كنستموها نفاياتٍ لمواخير اليأس

أبدلتم ملامحَنا سحاليَ مخيفة

مصصتم جأشنا

صيّرتمونا نعاماً تدسّ رؤوسَها في التراب

أيّها البرابرةُ الشرسون

تعالَوا، خذوني الى حضائركم

أرعى إسطبل خيولِكم

أمرّغُ أجسادها، ألمُّ بعرَها

أصقلُ حافرَها

آنسُ بصهيلها

أتَملّى رشاقتَها

 ثقبتْ أذناي من النحيب واللطم

تصدّع رأسي من العويل والندب

اغرورقت عيوني من الدم والدمع

لا الرايات الحمر والسود تظللني

لا القباب الزرق تطفئ سعيري

أريدُ ريحاً صرصراً تقلعني

تأخذ بجذري الى طينةٍ عيِّنةٍ

من حرارة الله ، من ماء النار

من مارج إبليس

من جمرِ "زرادشت"

من حرائق روما

من لهيب "الهلوكوست"

من نثار شرَرِ "بوذا"

أتطهّر بها كلِّها

ولْيرمِني عتاةُ جهنم في قاعها

أتلذّذ بدفءِ سخونتِها

حتى أذوبَ احتراقاً

 

 

تابعنا على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2287   الثلاثاء  27/ 11 / 2012)

في نصوص اليوم