نصوص أدبية

عزلة وكواكب صغيرة / سامي العامري

مانِحاً إياه قُبلة الحياة
وأُورِّقُ شعاعَ الشمس
مُنقِّحاً سنواتهِ الضوئية
ثُم بَعد عناء
هدهدتُ نخلةً
وغفوتُ على جدائلها السمراء !

***

 

بعد حوارٍ جسديٍّ شاهق
أجريناه
وكأننا كنّا نثأر من بعضنا البعض،
قالت بين النشوة الدامعة والألم
وشفتاها ترتجفان:
أخشى أنك معي لأن حبيبتك بعيدة ...
قلتُ لها بثبات:
لا أحب إلا مَن في القلب
فلو كنتُ أحبها لرأيتُها من وراء عواصفَ تزخُّ الظلماتِ
وكذلك مَن يبتعد عن قلبي لا أراه حتى لو تعلّقَ برموشي

***

 

تعالي يا كل وشوشاتِ الوديان
وإلإّ ستقطِّبُ الفراشةُ حاجبَيها،
دعي الفراشة تخرج من محراب وردتها
كما تخرج حورية من بحر
ثم ينهمر الثناء بعد ذلك
كواكبَ صغيرةً بحجم صلوات الصبح

***

 

شوقٌ للبكاء،
شوقٌ حميميٌّ صميميٌّ
ترتعش سندانةُ الورد تحت عرشه،
ويلتصقُ بضلوع الجدارن
صدأَ نبضي
أو أنا كمَن يُصلَبُ على الجدران
هيكلاً عظمياً يتدلى منه قلبٌ يشتاق لشيء ما

***

 

كم أعشق عزلتي
وها أنا مُلْزَمٌ بالخروج
ولكنْ ربما أفضل الحلول
أن أموِّهَ رئتي فتأخذَ شكلَ إبريقٍ
أملأه بهواء غرفتي
وأسوَّرَه بضلوع الجدران
وأستلَّ من النافذة نبض أفكاري الملتصق بها
ككتاب لم أنسقه بعد
وهتافاتٍ من مسيرة عصافير
تطالب العشاق برفع أجور زقزقاتها
وتقليل ساعات الأمل !

 

برلين

2012

 

 

تابعنا على الفيس بوك  وفي   تويتر

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2287 الثلاثاء 27 / 11 / 2012)

في نصوص اليوم