نصوص أدبية

"ركضة طويريج" .. قصص قصيرة جدا / ماجدة غضبان

فطمت الارض سماءها ولم تعد ترسل الاتقياء ...........

فـٌـــــطِمت السماء..........

فـٌــــطِمتْ الأرض...............

 

 

"ركضة طويريج"

 

الى اين انت ذاهبة يا زينب؟؟؟؟؟.

لم اجب، واصبحت اسير بسرعة اشد حتى اصبح عدوا...

لم التفت الى الوراء، غير إني ادركت ان عشرات من الخطى تتبعني..

مزيج من اللغط والاصوات المنفرة..

زعيق ابواق وو ضربات على الارض اشد من وقع حوافر جحافل الجيوش..

كدت اسقط على وجهي عدة مرات وتدهسني الحشود التي باتت قريبة....

أقريتي تتبعني كلها؟؟...

أم انها بغداد من يحمل رجالها مشاعلهم خلفي يتعقبونني بين جدرانها المتصدعة؟؟ ...

ام ان نخيل طويريج يركض كأشباح على الضفاف وانا واهمة؟؟؟.

 

صرخة تتحد مع السماء مع المدى مع الفراغ حولي بحناجر الذكور المرعبة:

-  زينب.......زينب؟؟؟.

-  الايفهمون علام اسرع وابتعد ؟؟؟؟

قلت لفاطمة التي لحقتني.

-  كلا لا اظن .

 

قالت ام البنين التي انضمت الى لهاث صارت تترنم به مجموعة من النساء اللواتي اجهلهن.

عباءات سوداء تختزن الليل والدموع والاقمار والزفرات والغضب......

حشد ربما اضحى اكبر من حشد يلاحقنا.....

لم ننظر خلفنا، وطفقنا نترك ما صار غبارا من لحى وعمائم.. ورقعة سواد العباءات تتسع ....... تتسع كأنها ليل ارض لا ينتهي.

 

"الطف" عام 1991

متكور جسده الضئيل.

- هل تناولت طعاما؟؟؟.

- لا لم افعل منذ بدء القصف.

- هل تبقى احد من اهلك؟؟؟؟.

- لا .......انهم هناك تحت ذلك الركام.

-  تعال معي بني لا ينفع مجاورة الموتى.

-  واين عساي اذهب؟؟؟

-  يقولون ان بغداد لم تزل هادئة......تعال معي بني.

نهض ببطء شديد..القى نظرة اخيرة على رقعة بيت كان قائما...

كلب ضخم انتزع ذراعا من بين الاحجار....

امسك بعباءتي بكلتا يديه مذعورا.

 

-  خذيني معك يا اماه!!!!!!.

 

ينابيع الدم

الى "د.إيهاب فؤاد" وبرنامجه "ينابيع الحب"

 

هذه غرز جديدة!!!.

غرفة عمليات اخرى..و قلبي.. ومشرط..و خيوط جراحية.

-  من طعنه مؤخرا؟؟؟.

-  فلنعمل ايتها الزميلة بصمت.

-  قلبك مليء بالغرز الجراحية...اعجب اين تجدين مساحة جديدة للحب؟؟؟؟.

-  الا تدركين اني لا أحب الخوض في حماقة سكين مرت بي كومض برق؟؟؟؟.

-  الا تدركين ايضا ان صدري ليس الا ندبة كبيرة؟؟؟؟؟.

-  النساء حمقاوات...

-  بل السكاكين والخناجر ومن يحملونها.

 

من بعيد بدا من يرتل الآيات مرتديا ثوبه الابيض ملتحيا دون شاربين..و كذلك الخطيب.

لكزتني زميلتي:

-  هل تعرفين اية بقعة من الدماء التي على ثوبيهما كانت في عروقك يوما؟؟؟؟؟؟؟.

 

تابعنا على الفيس بوك  وفي   تويتر

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2295 الاربعاء 05 / 12 / 2012)


في نصوص اليوم