نصوص أدبية

الى ماجد الغرباوي .. قصص قصيرة جدا / ماجدة غضبان المشلب

  

فطمت السماءُ ارضَها ولم تعد ترسل الانبياء .. .. .. .. .

فطمت الارضُ سماءَها ولم تعد ترسل الاتقياء .. .. .. .. .. .

فـٌـــــطِمت السماء .. .. .. .. ..

فـٌــــطِمتْ الأرض .. .. .. .. .. .. .. .

 

 

الى صبر دجلة والفرات

 

اكتظ الملعب كالعادة، وتناسى اللاعبون الا ظلالهم ..

الشرر يتطاير من حجارة تقذف من كل صوب ..

- أهذه برك من الدماء؟؟؟؟؟.

الظلال تنسج من اجتماعها ليلا .. والشمس في كبد السماء ارهقتها هجيرة آب ..

سال النخيل بدموع من تبرزل ناضج .. وانشغل النهر بتضرعه الى الضفاف ..

اكتظ الملعب .. تزاحمت الظلال .. اتسعت برك الدماء ..

مئات من جبال الحجارة وملايين من العيون المفقوءة .. والليل في ظهيرة النهار يقيم.

  

 

الى الصبر المعدم والاستاذ ماجد الغرباوي

هشة ذابت في فمي وتحت اسناني .. .. وقد تجاهلت مذاقها كل حليمات لساني .. .. .، الجوع فحسب ادرك اهميتها كلقمة يتيمة منذ ايام ..


دخلت معهم، لم اهرول كما فعلوا .. قاصدا اياه لا سواه ..

بضعة ثقوب في ثوبي كانت مصدر ريح مزعجة ظلت تعبث بلحية الشيخ البيضاء ..
و رغم انه لم يترنح اسندته بنظراتي، وهي تداعب معضلته على ورقة صغيرة .. . (د) (د + د + د)


- اهذا كل شيء؟؟؟؟؟؟ .. ..


عيناه خاويتان ولا اجابة تستقيم تحت قلمه المرتعش ..


-  لاحاجة بك لكي تنحيني عن سقيفتك ايها الشيخ؟؟؟؟؟ ..

لست مع كل دالاتك المتراكمة على الورق، ولست في انتظارك .. انما هناك من سرق خطاي وجاء بها اليك، وانا احاول استعادتها!!.


التفت الي طفل هزيل .. وهز رأسه بالموافقة، واشار الى قدمي الرجل:

- نعم سيدي .. هي ليست له .. انها خطوات امي وهناك خطوات اخرى ربما تعود لهذه المراة؟؟؟؟.

بدا على محيا الشيخ شبح ذهول لم يحتسبه من قدموا يهرولون الى السقيفة ..

- اسرقت خطى المرأة يا رجل؟؟؟؟؟؟.

- لقد وجدتها عارية القدمين .. ونائمة لا تود السير .. وانا مستهلك الدروب الشائكة ..


بضعة دمعات على خديه فقدت القها بين تجاعيد وجهه ..

ارتعد وجهه الجليل .. واعتلى صوتَه غبار رحلته وهو يغادر:

- انا ايها الرجال قد اتيتكم بخطى امرأة نائمة ايضا .. .. ..

 

لابد ان حادي العيس شهد تفرق الجمع وهم يخرجون من سقيفة تتهاوى ..


التفت نحو سيده:
- متى افترق القوم ابتعد الماء عن المكان
- اجل ورحلت كل الخطوات القادمة بعيدا عن متاهة الصحراء

  

الى طفولتك وكهولتك ايها الغرباوي

انزلقت الحصى من بين اصابعه ..،
ناعمة جدا ..،
نفض التراب من على راحتيه ..،
ثوبه الابيض مخضل ببعض الطين ..،
سمع صوتها ..
خلف جدار طيني ..،
ماء يرتعش فوق جسدها اللدن


عاد الى الحصى ..،
التراب ناعم جدا ..،
و رائحته تعبق في المكان ..


بين سحابات بيض ترجل الماء من فوق جلدها ..
دق قلبه بشدة .. .. .. .. .. .


- اهو المطر الذي بلل ثوبه
ام رذاذ لم يزل يداعبها؟؟؟؟؟

تابعنا على الفيس بوك  وفي   تويتر

  

العودة الى الصفحة الأولى

 ............................

 الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2302 الاربعاء 12 / 12 / 2012)

في نصوص اليوم