نصوص أدبية

حمـــــــــــو

والوليمة مازالت عامرة وتبادل المجاملات ساري والقهقهات لا تتوقف بين الحين والآخر، وهم يتناولون الطعام ويرتشفون " كوكا كولا " . جلس حمو على عتبة الباب بعد دخوله في عالم غير مرغوب بأمثاله، ولكن لا باس، فهو مادة دسمة للأغا في بعض الأحيان للتسلية والضحك .

ظل يراقب الوجهاء حتى ينتهوا من وليمتهم وهو يبتلع ريقه، فيتقدم إلى فضلاتهم،ثم لفت انتباهه كلب الأغا الذي كان هو الآخر ينتظر تلك الفضلات، فيهز ذيله فاقداً صبره وللتو شد حمو انتباه الأغا .

- ها حمو أنت هنا ...؟ ثم تابع وهو ينظر في وجوه النبلاء ...

- اسمعوا يا جماعة اسمعوا ... جاءنا من يسلينا سأسألك فقط يا حمو سؤلا ..

- تفضل يا أغا

- ما هي أمنيتك ...؟ أجابه بعد أن أشار بسبابته إلى الكلب في فناء الدار

- أن أكون كلبا ثرياً

قهقه الجميع بسخرية، ومازال الأغا يقهقه: الم اقل لكم إنه مسلٍ .

كلبا يا حمو ... ها ...ها

عندئذٍ رد حمو متذمراً غاضباً من قهقهاتهم .

- لكن يا أغا حينذاك الكثيرون سيأتون إليّ ليسمحوا وجوههم "بوبري" تبركاً .

- حينها غص الأغا بالطعام، وحظيت عيناه ... ولم ينبس ببنت شفة .

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1221 السبت 07/11/2009)

 

 

في نصوص اليوم