نصوص أدبية

اجري اللازم

والعرائض المزكرشة بالوان  واشكال من التواقيع والهومش ومئات  النسخ الاصلية والمستنسخة  والصور الملونة  في  المكان، تدحرج بعض الاطفال والنساء وكبار السن على سلم الخروج وداستهم الاقدام، بعد لحظات بدات الحان ومعزوفات واغاني بمختلف اللغات و(لطميات) تسمع من اجهزة  (الموبايل) المتناثرة وهي بالتاكيد صيحات استفسار ولهفة اطمئنان من اهل واصدقاء واقارب  الموظفين والمراجعين والزائرين لمقر الوزارة ،بعد ان  برز  خبر عاجل ..عاجل  باللون الاحمر على واجهات  اجهزة التلفاز من قبل مختلف الفضائيات يشير الى حدوث انفجار وتبادل اطلاق نار كثيف  بين حراس وارهابين  مفخخين حالولوا اقتحام مكتب السيد وزير ال (  .....) سنوافيكم بالتفاصيل حين ورودها من  مصادرنا في محل الحادث.

 كانت  فوضى  اصوات منبهات (الموبايلات) عارمة كانها تتناغم  مع  حجم فوضى الهلع والهروب الغير منظم وأصوات  ازيز الرصاص .

بدات هذه الفوضى حينما صاح احد الحراس وهو يوميء صوب رجل افلت من بين يديه اثناء التفتيش  بعد ان كشفه محتزما  بحزام سميك:-

...مفخخ...مفخخ...امسكوه ..اخلوا الطريق... ابطحوا !!!

فانكشفت الممرات امام  المفخخ وهو يهرول صوب  غرفة كتب عليها مكتب السيد الوزير.

قف قف ..ترك...تررررررررررك انهالت طلقات الرصاص  بغزارة نحو الهدف وامتلأ ت  ممرات الوزارة برائحة البارود .

اصطبغ باب مكتب السيد الوزير بالدم  المتدفق من ظهر (المفخخ) توارى  راس الوزير العالي  تحت  سطح مكتبه  الفخم!!!

هرعنا نحن  مراسلي  الفضائيات صوب  مكتب  السيد الوزير لتوثيق  الحادث  والاطمئنان على سلامته واعضاء مكاتبه بعد ان  ابرقنا بخبر (عاجل..عاجل) الى قنواتنا الفضائية .

اطمئن سيدي  اطمئن  لم  ينفجر  شيء سوى  راس (المفخخ)!!!

استقام السيد الوزير وسط حشد سكرتيريه وسكرتيراته واعضاء حمايته الشجعان  وكل منهم يروي بطولاته وكيف  حال دون  المخخ وسيادة الوزير...كلنا فداك سيدي ...يخسا الارهابيون القتله.

اخذ  مديرمكتب السيد الوزير يعد لتنظيم  مؤتمرا  صحفيا للسيد الوزير ويتلقى  مكالمات الاستفسار  والاطمئنان والتهنئة بالسلامة  ...وو..ووو..

...الحمد لله بخير وسلام  استبسل رجال الحماية والحرس  في  انقاذه من موت محقق...

..نعم الارهابي  سقط صريعا بنار  الحرس الشجعان ..سنوافيكم بالتفاصيل عنه وعن الجهات التي تقف وراء هذا الاعتداء الاثم والعمل الجبان نحن بانتظار  خبراء المتفجرات اللذين لازالوا يبثون عن الحزام الناسف لتفكيكه!!!... اختلط صوته مع ضجيج  طائرات الاباشي التي اخذت تدور محلقة فوق  بناية الوزارة....

...لحد الان  لم نعثر على الحزام رغم تعرية  جثة (الارهابي) المجرم...ربما قد يجده الخبراء مخفيا تحت الجلد...انهاعملية نوعية  خطرة.....طيط طيييييييييييييييييييط انقطع الاتصال!!!!

حاولت ان استغل انشغال الحمايات بالسيد الوزير لالتقط صورا  للارهابي الذي بدى بدون راس حيث فجر الاطلاق جمجمته وقد تلطخ العلم المثبت خلف  كرسي السيد الوزير  بقطع من مخ (الارهابي)  القتيل.

لفت نظري  ملف  ضخم بيد الارهابي اليمنى الممتدة باتجاه كرسي الوزير وقد كان مطرزا بثقوب رمادية نتيجة  لاختراق  الطلقات المصوبة باتجاهه.

بدافع الفضول  امتدت يدي والتقطت الملف من يد (الارهابي)... كان الملف  على شكل  رزمة سميكة من الاوراق المتهرئة  مكتوب على غلافها الخارجي  (معاملة اعادة المفصول السياسي ....) فكانت  الصفحة الاولى  طلب اعادة مفصول سياسي  ومذيلة ب:-

الاسم:......... .

التولد.........19.

المهنة:- استاذ فلسفة.

الطائفة:- فارغ.؟؟؟

القومية:- فارغ.؟؟؟.

الانتماء السياسي: من حزب ال (.....)؟؟؟؟.

مؤرخة بتاريخ يوم\ شهر \ 2004 والصفحة الاخيرة عريضة طويلة فيها الكثير من التفاصيل والتواريخ وارقام الكتب  والاثبا تات المقدمة الى السيد الوزير باعتباره الامل الاخير لانصافه واعادته لوظيفته ورفع المظلومية عنه كما ورد في العريضة . تحمل تاريخ يوم\شهر\2009.. امسكت بالاضبارة وصوبت  نظري  صوب السيد الوزير الذي بدا مؤتمره الصحفي.. بالصلاة والسلام  وتفانيه من اجل الشعب والديمقراطية والنظام وسوف لن تنال منه مثل هذه المحاولات الارهابية القذرة بفضل هذه العيون الامنية التي لاتغفل ولاتنام........!!

تناول الملف من يدي مبينا للمشاهدين  بانه يباشر في عمله دون توقف وخط  بقلمه ذو الحبر الاحمرامام الكاميرا على الصفحة الاخيرة من الملف (اجري اللازم وحسب الضوابط) ؟؟!!!

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1222 الاحد 08/11/2009)

 

 

في نصوص اليوم