نصوص أدبية

الهروب إلى الحرية

كــفى..

فيقصدُني الحزنُ

يعانقُ قلبي

ويُقْسِمُ أنْ لا يخونَ..

تماماً كما أقسَمْتَ يوماً

بأنْ لا تخونْ..

ويخونُني صوتُ العصافيرِ الجميلِ

فلا تمرُّ على النوافذِ في الصباحْ ...

خانتني كلُّ الكلماتِ اللاتي

علَّمني الحبُّ كتابتَها..

وتقفرُ الحياةُ فجأةً..

تبدو البيوتُ مكفهِرَّةً...

يحتلُّها الغُبارْ

والاصفِرارْ

ثوبٌ كئيبٌ يستُرُ الأشجارْ

والطُّرُقاتُ أوعَرَتْ بالطينِ والحِجارْ..

والحزنُ والألمْ

يُشدّدُ الحصارْ

لا دمعَ يغسلُ القلوبْ

ويمسحُ السّوادْ ..

ورُغمَ إدراكي لكلِّ شيءٍ حولَنا...

إلّا أنَّ الوجعَ المجبولَ بغدرِكْ

كان أشدَّ فتكاً بي

فغياهبُ الأحزان ِ حُبلى بالبكاءْ

تطعنُ ذاكرتي صُبحَاً ومساءْ

لا ترحمُني

لأنّني شفافةٌ

مثل الصّباحْ....

بحثتُ في دنياكَ عن حبٍّ

في زمن ٍ

قلَّ فيهِ الحبْ ..

فوجدتُكَ يا هذا

من زمن ٍ كان غريباً عني ..

تمنَّتْ نفسي أن لا أحيا فيه...

أُدركُ أنّي حتى الآن

برُغْم ِ الألمِ ...الحزن ِ ... الغدرْ

أنّني الأنثى الوحيدةْ

مَنْ توسّلتَ إليها

كي تظلَّ بجوارِكْ

أتيتَني مستسلِماً

وباكياً ونادماً

وجريتَ خلفي

تقتفي أثَري

مازلتَ تطاردُني

كظلّي

مازلتُ أنا

أتعمّدُ تعليمَكَ ألوانَ الحُزنْ

أتهرَّبُ من أيِّ حديثٍ تفتحُهُ

فتكتبَ لي..

ترجوني

لكنكَ ما إنْ تُمسِكُ حرفاً

تلثمُهُ ...

تُهروِلُ نحوَ حروفٍ أخرى...

ويضجُّ رأسُكَ بالسّؤالْ

أتُرى؟

" تكونُ حبيبتي أو لا تكون ؟ "

أنَاْ لنْ أكونَ سوى أنثى مُكَرّمة ً

لا أنحني كي ألتقطَ الشيءَ السّاقطَ من عيني

ولقد سقطْتَ إلى الأبدْ.

ليتك تلمسُ ما في قلبي الآنْ

تتحسسُ شكري للّحظاتِ اللاتي

ساقتني فيها الأقدارْ

كي أتحرّرَ منكْ

قلبي مُغتبط ٌ حدَّ اللامعقولْ

فأنا حطمتُ قيودي

وهدمتُ السجن َ على رأسِ السّجانْ

وهربتُ إلى دنيا الحريةْ

 

الشاعرة انتصار صبري

مصــر

[email protected]

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1223 الاثنين 09/11/2009)

 

 

في نصوص اليوم