نصوص أدبية

استشارة

يرمي جـِـمارهْ

كلهُ حرب و نارٌ

..أو دمارٌ

.....أو حصارٌ

لستُ أدري

في مكان ٍ... لست أدري

لم يكن عني غريبا ً

شكلهُ دربٌ ودارٌ

أغلبُ الظن حِجـارهْ

أذكرُ أنِّي فقط

كنتُ .. جـارَهْ

كان وسْط َ النار طيرٌ

حوله زرعٌ و صخرٌ

ثم حول الزرع غارَهْ

وحَواليْهِ..صُقور..ٌ

في سكون ٍ

في ركون ٍ..

كلهم يبكي و يخشَى

أن تشوبَ النارُ دارَهْ

أن تبيد الحرب مُهْرَهْ

حينها يدري الورى

أنه ما كان مهرا

إنما .. كان حماره

لم نر منه ..انتفاضهْ

أو نفير.....أو رياضهْ

كان ذاك الطيرُ يُرمى

بنواميس ٍ.. وحُكم ٍ

عادل ٍ ..لا عدلَ عنهُ

ثم تحت النار شارهْ

قيل فيها :

..لستَ وحدكْ

كلنا في الصف خلفكْ

أنت مأمورٌ لِتفتِـكْ

أنت مأمورٌ لِتهْتِـكْ..

فاقتلع بالرمي دارهْ

ولتـُضِفْ ما شئت بعدُ

واقتطع دربا و حارهْ..

أنت مأمور.. أنت مأذون..

أبيضَ الثيران ِنلتْ

لا تخفْ قط ّ ُ الخسارهْ

خفتُ .. أنا ..

قمتُ ..أنا ..أنا .. ويْحَ نومي..

كـُلّ ُ هذا .. في المنام ِ

لم أزلْ في الحلم أهْذي

لم أزل أنظرْ ... لماذا..؟

قلت في نفسي

وماذا ..

.. يستطيع الطير وحدَهْ ؟

جَـيّـَـشَ المأمورُ جندَهْ

فاستدار الطفل حولي

لم يكن يُصغي لقولي

إنما يدري بجهلي

قائلا ً :

يا ابن عَم ٍّ

لستُ وحدي

إن لي خلفَ الفضاءْ..

..نار ٌ..و ماءْ

إن لي في الأرض صخرٌ

إن لي نهرٌ و بحرٌ

فلتـَسَلْ عني مَخـَارَهْ

ثم ثار الطير وحدهْ

ينهَرُ الثيرانَ

يرجُمُ النيرانَ

بجمار ٍ مِن صنيع المَعركهْ

من وحيها

من وحي من هانَ

.. من خانَ

.... من كانَ

........و لم يكنْ

...

كانوا ثلاثا

كلهم ولى وهاجَرْ

اختفى الرامي......بَعْـدَهُ الحامي..

ثم صَقـْرٌ لم يُجاهرْ..

......

قمتُ مِن فوري

خائفاً...لا لن أغادرْ

لا .. لستُ غادرْ..

لست صقراً..

لست..طائرْ...

....

كان حلما مُزعجا ً..

كلّ ُ ما أرجوه منكمْ

بعض تأويل المنام ِ

...كل ما أرجو استشارهْ

قيل لي .. مهلا ً و صابرْ

لا تخفْ .. الأمرُ عاديّ ٌ

ليس في الأمر مخاطرْ

لم يكن حلما كذلكْ

ما رأيتَ الحلم لكن

هذه بعض البشائرْ

إنما يا طفلُ حاذر ...

.......

قاطعتهُ

رددتها ..كلا...

كان حلما مزعجا ً

قيل ..لا .. قـُلْ مُـعْـجـِزا

والتمس خير العبارهْ

حِـلـمك

حُلمك ..يا طفل.. باهرْ

....

ذلك الطير استقامَ

.............فاستقِـمْ واتبَعْ مسـارَهْ

ولتكُنْ كالطير لمّا

............أوْرَدَ النيــرانَ نــارَهْ

ليس عندي ما أشيرُ

...........ليس في الأمر استشـارَهْ

ذلك العزمُ فبــادِرْ

...........واجعـل الأمرَ استِخَـارَهْ

 

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1226 الخميس 12/11/2009)

 

 

في نصوص اليوم