نصوص أدبية

ملامح البكاء

فتباً لهُ

وللعجزِ

حينَ تكوَّرَ في الأحداقْ

الحبُّ ضربٌ من ضروبِ المستحيلْ

في الزمنِ القاسي

والعشاقُ يرفلونْ

في ثوبِ اليأسْ

 

ويرتلونْ

صلواتِ النسيانْ

فإنْ شاهدتَ ملامحَ حزني وبكائي

لَكَ أن تتهجى

أبجديةَ الألمْ

فوق شفاهِ الحلمِ الأخرسْ

أحاولُ رُغمَ البعدْ

كفكفةَ دموعِكْ

بعد أن

عاثتْ في قلبي وشعوري

ولو تفجرتْ

لأغرقت كلَّ من في الوجودْ

لا توقِدْني

كقنديلِ عشق ٍ

في وضح النهارِ وترحل...

آهِ يا وحدي ووحدي هنا وسطَ الظلامْ ..

أحاولُ جمعَ شَتاتَ قلبي

أتخيلكْ

 

بجانبي

أحسُّ بعطرِكَ مع نمنماتِ النّسيمْ..

أفتش عنكَ

في أغنيةٍ لفيروزَ

أحببتُها يوماً

ونسيتُها من فرطِ ما امتلأتْ بها!...

آهاتي

يا أيها الحزنُ الكبيرْ

أناْ أكرهُكْ

ولكني أعلمُ أنكَ جزءٌ مني ..

أحترقُ على ساحلِكَ الغافي

وأنتْ

تصعدُ أعلى أدراجِ دمي

تنزعُني

من سطوتي

على الأشياءِ

تحرثُ في الخلايا

بساتينَ ضَعفي

 

تدسُّ بروحي شهيقَ الوجعْ

تبلّلُ طينَ انحيازي إليكَ

مليونَ آهْ ..

يا أيها الأملُ المبعثرُ في دمي ...

لملمْ بقاياكَ عني

وارحلْ إلى كلِّ الجهاتْ

يا أيها الأملُ البعيدْ

انتظرتُكَ طيفاً وحلماً

ناديتكَ في يقظتي

ولكنْ تركتَ دروبَ الحقيقةْ

وأقحمتَني في دروبِ السرابْ

والآنَ .. حبيبي

وأنا ألمحُ سيلَ دموعِكَ

عبر المدى الفسيحْ

أحاول أن أكتبَكَ

لعلّي أفرغُ منكْ..

أو تمتلئُ بحبي...!!

اليومَ سأرحلُ عن عينيكْ

 

وكم تمنيتُ البقاءْ

لا تلتَفِتْ عندَ الرحيلْ

فأنا وأنتَ وحُبُّنا

قطرات ماءٍ فوقَ رأسِ بنفسجَةْ

قد بخرتها الشمس فجراً كالندى

لا تسأَلْ عني

فما جدوى السؤالْ

ورجوعُنا للخلفِ أضحى

من تصاريفِ المُحالْ !!..

 

 

الشاعرة انتصار صبري

مصــر

 

[email protected]

11-3-2008

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1226 الخميس 12/11/2009)

 

 

في نصوص اليوم