نصوص أدبية

أشكالنا الأخرى

لا ذنبٌ يراودنا، ولا فجرٌ قريبْ.

يا ليل سيفك في دمي،

ودموعك الكحلى تسامرني،

وكل مشارقي ومغاربي شكلٌ كئيبْ.

فمتى ستعرف أنني ظلٌّ

يحرّكه الضياع من النحيب إلى النحيبْ.

يا صبر جلَّ حكايتي أني أحاول

أنْ أعانق قصّتي ،

هل يفتح النسيان أبواباً لذاكرتي؟!

جليدٌ والأهمُّ مشاعري سُكنى اللهيبْ.

يا ليل هل أضناك سجني؟

حالماً أرجوك أنْ تبقى المغيبْ.

يا ليل عمري كامل التعليب

من يدك القويّة،

أعرف الغد،

من غدي سرقتْ صباحاتي،

ولا أدري متى يدري الحبيبْ.

يا ليل جنْ،

إنّ الزمان مخالفٌ كينونتي ،

قدري البقاء على انحدار ٍ

سائل الزمن العجيبْ.

يا ليل كن ْ.

17 /12 / 2003

 

2- (الوحشة)

موحشٌ ليلي كليل الغرباءْ.

يوقظ الخوف،

وينسى قلمي في ركنه منتظراً

أول صوت ٍ من نزيف الشعراءْ.

إنّ قلبي موطنٌ ترتاده أبناء قمح الأرض،

ودموع الأبرياءْ.

قمري مستسلمٌ للغيم يا بنت ضميري،

وقناديل حروفي تنزوي تحت أنين الكبرياءْ.

موحشٌ ليلي كليل الفقراءْ.

ضائعٌ عمري كعمر الأشقياءْ.

بيننا عشتار تبكي ،

ترشد الوقت لكي يرجع طفلاً،

(تشلح) القمصان عن صدر الرتابهْ.

نلبس الأوهام أثواباً لنحلو،

ندخل الحرف اغتصاباً،

نرتجي منه ثوابه ْ.

وجمود الحسّ يغزو عالماً،

يصنعه لفظ الكآبه ْ.

ما الذي يفعله الليل بحالات الصبابه ْ.

 غير تبسيط استغاثات الكتابه ْ.

موحشٌ ليلي،

كافرا صوت عقابه ْ.

آب /2003

 

3ــــ الشاعر

كيف تبكي فوق شعري يا صديقي؟

لمْ أزلْ أملك ناراً ساطعة ْ.

كيف ترثي أملي يا صاحبي؟

والأمل المسكون في صدري متينٌ،

قد بناه سيد الموت،

أيادي بارعة ْ.

لم يزلْ خوف رغيفي مثقلاً بالحلم رغم الجوع،

إني حامل فوق كياني قدراً لا ثواني ضائعة ْ.

خطف الوقت رسومي،

غير أنّ اللوحة الأولى تجوب العالم السفليَّ،

تنمو فيه تصحو،

وتبيض الماس والحلم على أفواه أرض ٍ،

أصبحتْ رغم دمائي جائعة ْ.

كيف تبكي فوق قبري يا قتيلاً؟

جسدي شمس،

وكل العابرين اليوم ماتوا،

فامسك الأصل كثيراً،

تجد الأرض من التكوين دوماً خاضعة ْ.

أفسيحا قبرك السطحيُّ يا مكتئباً؟!

من نورك الكاذب،

فاعلمْ يا أخي في رعشة الموت

يصير الكون أحبال دخانْ.

ويصير الشكل صندوقاً،

فلا تفتحْ لخبث ٍ يدك الأخرى لترجو،

واكتفي بالقول كانْ.

لن يباع الفجر يوماً،

لا صلاة ستصلى دون إعلان الأذانْ.

لا يباح الدم هدراً لا الزمانْ.

واثقاً أنت من الله فلا تخشَ صراعاً،

إنّ نزع الرؤية المثلى

كفعل المستحيل،

النفس والأرض هما أنت،

وأنت البشريُّ الصعب

لا    لا   لن تهانْ.

22 / 8 / 2003

 

4ــ جنون

يا جنون العشق يا أحلى جنونْ.

يا سكون الليل يا خوف السكونْ.

إنني أنزف من تكوين حلمي،

قبل آلاف السنينْ.

فخذوني لم أعدْ سجناً لصيحات العيونْ.

إنّ هذا العالم المغلوط صار اليوم

أنّات السجونْ.

يا جنون العشق يا أحلى جنونْ.

آب / 2003

 

شعر:أحمد عبد الرحمن جنيدو

 [email protected]

[email protected]

سوريا حماه عقرب     0096333448261

00963932905134

 

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1231 الثلاثاء 17/11/2009)

 

 

في نصوص اليوم