نصوص أدبية

حرباء وثلاث أرانب

أن تقتنص

لحظة سعدك

لينبجس من كفك

إصطفاق جنح فراشة

تطرز قصيدتها

 في مآقي الاثير

ثم تموت ضاجة باللذة

.....

 

ثلاث أرانب في دارك

تذكرك دائما

بأنك لم تعد سوى

إكسسوار رميم

في غرفتك

التي غادرتها نوافذها

الى مدائن الماء

لك ان تعد ندوبك

او أن تعد أنفاسك

لتخدع نفسك

في كل مرة

بأنك ما زلت على قيد الفراغ

وأن ثمة عمر جديد

ورغم إنك

غارق حتى عينيك

في أمواج القحط

فقد آثرت

ان تكتب إسمها بمداد الندى

ليتوهج

ثريا ياسمين

تتدلى من سقف

أحلامك العذراء

تكتب أسمها وتغني

بصوت يصرخ في صدرك :

 

(بكتب إسمك يا حبيبي

على الحور العتيق

وتكتب إسمي يا حبيبي

على رمل الطريق

يبقى إسمك يا حبيبي وإسمي بينمحا)

 

لك أن تغني..

أن تصطلي بثلج تراتيل

عقمك المجنون

أن تعبث بخصلات أحلامك

فجائعك

إنتظاراتك

ان تعبث بالوان خساراتك

فوق خامة ندوبك الاربعين

وان تسكن في واد ٍ

غير ذي شعر

لك أن تسجر جليد جسدك

ليشتعل وحدة

تندلق في غرفتك قرادا

ينهش روحك

لك ان تفر

الى وادي السلام

لتعفر قلبك المتعب

بتراب قبر عودة السراي

تستنشق عبير عكازه العجيب

فتعانق روحك عبارته اللذيذة

وهي تنثال بلسما وإبتسامة:

(من الباب للكوسر فرج)

لك ان تحتضن رخام

صادق بشارة الدبي

قارورة الوفاء

في زمن اللاوفاء

لك أن تجلس مع أبو معيشي

تحت شجرة اليوكالبتوس

لتكرع من نخب أبو ذياته الخضراء

 

(زماني جرد اسيوفه وسنهه

عليه اوحرمت عيني وسنهه

وحك اللي فرض خمسه وسنهه

بعد هيهات عيش ايطيب اليه)

......

 

لك أن تجدف

في بحيرة صمغك

لك ان تركل ظلك

وهو يهزئ بك

لك أن ترحل

تاتي

تتسكع في شوارع

إعتقلتها شوارب العهد الجديد

أن تجلس القرفصاء

في الهواء

ساخرا من نيوتن

لك أن تلعب الشطرنج

مع جيوش وحدتك

الملتفة حولك حد الوحشة

لك ان تفعل كل شئ

كل شئ

ولكن

أتراك ستكتب اسمها

في قيعة سراب

تحسبه ماءا

لينتحر إسمك على دكة إسمها اللا إسم

ستردد موقنا

وانت تلملم أشلاء إسمك

(يبقى إسمك يا حبيبي وإسمي بينمحا)

اي صاحبي

عد الى دارك

ايها المتعثر

قم فاكسر..

إخلع نعليك

إغسل قدميك بتراب حديقتك

التي طالما عمدتها

شمس الصباح

لتجد أرانبك الثلاث بإنتظارك

هشم إكسسوارك العتيق

وأرسم بفرشاتك الملونة

قنديلا سحريا

لتهرب العناكب

ويشتعل الرأس شِعرا

إطلق فراشتك

لتطرز بإصطفاق جنحها الشفيف

معلقتها الشعرية

في مآقي الاثير

لتأسس لعمر جديد

عمر فراشة

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1232 الاربعاء 18/11/2009)

 

 

في نصوص اليوم