نصوص أدبية

زرعتك في سويداء القلب

سجدت في بركتها الملونة وغسلت يدي في ماءها المعطر

تطلعت إلى سعفها وجدائلها المصففة .. صفقت عثوقها المتورمة

نثرت الحلوى على هامات الوطن وأطلقت ضحكة الحنان

ضمدت ضلوع العراق واعتمرت خوذه جنود الوطن

لثمت أحواض وجداول الحقول ومشيت في مسالك البساتين

تهالكت أرجلي من المحن والخطوب ونوازل القدر

شممت ريح بلورات الرطب الحنائية وعفرت أديم أرضك المقدس

هرعت اسجد واصلي في مسجد عمتي النخلة

صفقت بيادر الحب وتعالت صوامع الحنان ألوجدي وحبي المطلق

هرولت ابكي وسرجت ظهر الفرح السومري وباركت طلعته البهية

رفعت راية العراق وعانقت ألوانها الزاهية وعطرها العبق

سطرت ضلوع جسدي المتهاوي لكي تعبر سفن العراق إلى ضفة النجاة

مرت قوافل الزمن عبر هامتي إلى شواطئ دجلة والفرات

هل خارت قواي وضعفت أوصالي ... كلا أن حنانك أيها الوطن ديار

أبدا تماسك الجسد والقلب والروح في غزل وحمية غريبة لأنك العراق

انك العلامة الفارغة والوشم الأزرق وجواز السفر العتيد

سر أيها الوطن فان الله معك لأنك مبارك وعظيم

اهوي على هامتي وبدني لأنك العملاق

لاتتردد لأنهم مهزومون وأنت الصبح والغبش والزهو والاقتدار والخيلاء

غادرك الغريب وسكنك القريب ومسح على راسك الأنبياء

ألان وجدت فيك الأمان والاستقرار والحرية والبقاء

حط ادم في ديارك وانتصر هابيل في رباك وأطفئت نار النمرود في جنانك

انتصر علي وتربع الحسين في جنه خلدك ..... في كربلاء التقديس

وأنت أيتها السفينة المبحرة في طوفان العالم ربانكي نوح تشقين العباب

حططتي في بر الأمان لان وطنك رؤوم .. رحوم لأنه العراق

غادرك الموت وطلع عليك الفجر والنعيم .. ابتهج أيها العراق لأنك منتصر

 

إبراهيم الوائلي

ذي قار قلعة سكر

18/11/2009

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1233 الخميس 19/11/2009)

 

 

في نصوص اليوم