نصوص أدبية
دموع على وطن
في كل بيت من بيوتك قريتي = نعي و بغي لا يجيز لك الصدى
و الميْت منك يغور في عثراته = و الشرع حَرَّمَ شاهدا و تفـَقـّـُدا
فاق الأسى حجمَ الزمان ولم يَعُـدْ = يومٌ نـُعِـدّه للسرور وإن بدا
فيُدير ظهره للبرية قائلا = حياكم المولى و يُلغي المَوعدا
لنعود للفضلات نجرعها على = مضض ونبكي ما عدمنا الموردا
نبكي فتوردنا الدموع و تظمئ = ونعود نجرأ للدموع مجددا
جدلية فينا و لا عدلا ترى = إلا أميرا في العشيرة خـُلـِّدا
إلا طقوسا للخلافة أخْــِرجت = في حلة تـُـرضي السرية و العِدا
إلا صغارا في القبيلة إن دُعوا = تـَسمعْ لهم لقبا شديدا مرعدا
أفراحهم ليلا نهارا دونما = نصر سوى ما الشيخ فيه تفردا
و الكل مهزوم يقطع كفه = لما رأى حسن الأمير مجردا
عاش الأمير شعارهم و عروشهم = تسقي العشيرة من حبيبات الردى
عاش الأمير و لا إمارة إنما = نـَوْبات حُرّاس تصون المرقـَدا
تصحو لقوم إن أفاق لبيبهم = ألغى نواميس الحياة و عربدا
و الكون في كف تفوح أمانة = فاجنح لها في القصد تجن المقصدا
نحن الأراجوز لا إلا و تلــ = ــك أصابع فاخضع معي وامدد يدا
وارفع معي خلف الورى سبابة = نلقي على باب الأمين تشهدا
إني إذا ما طفت حول بياضه = ألقى عليَّ البيتُ صخرا أسودا
لي عنده كل المناسك ذلة = وله من البترول زمزم سؤددا
فإذا بترتُ من المناسك قربة = فالهدي أنت و من سواك له الفِدى
بالبرتقالي الأنيق ألـُـفــّـُـكَ = و إذا دَعَوا للعيد أذبح سيدا
وإذا رجمت فلا سواك فأنت لي = في الصدر وسواس يزيد تعقدا
لولاك لم نجنح لميقات و لم = نخجل إذا طفنا ببيته سُجَّدَا
لولاك ما كان الطواف وداعَنا = و لما ختمنا الحج بعد المبتدا
الحج ركن للعقيدة دونه = ركنٌ متين فاتخذنيَ مقتدى
فأنا الأمير وتلك بعض عشيرتي = نرضاه دينا شرعة و تعبدا
من ذا يُعَظـِّم في الحجيج شعائري = تعظيمُها تقوىً يصون المقعدا
هو ذا الأمير وتلك بعض حكايتي = سأزيدكم منها إذا ولى غدا
لكن أشيروا هل أطيعه مُحــِرما = أم مُحرَما إن رمت منه المولدا
قولوا فإن الدمع كاد يهدني = أأطيعه أم لا وكونوا المرشدا
إني رأيت على الشفاه ترددا ً = و بصيص همهمة تقول : تمــّرُدا
............................ الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1236 الثلاثاء 24/11/2009)