نصوص أدبية

أنشودة الرَّحـيل

saida taqi"فَـزَّاعَةُ القَـرْيَة الجديدة لا تُطاردُ العصافـير."

 


 

أنشودة الرَّحـيل / سعيدة تاقي

قصة قصيرة

 

بالبحر عزَفَ أخيراً أنشودةَ الرَّحيل.

لم يردِّد صداها ذاك الصباح، سوى رقْصِ النوارس ومجدافِ بحّار عجوز...

والزُّرقةِ المُتورِّمة.

***

 

سابقاً

كان للقرية ألفُ بابٍ وباب، ونوافِذُ عديدة وباحاتٌ مُتْرَبة.

وما كانت لها ـ لسوء النيَّة ـ مخارجُ للحُلم.

***

 

سابقاً

سيَّجوا الحقولَ كي لا ترتَع دَوابُّ الرئيس حيثُ شاءت.

لم يُمعِنِ السيّاجُ في الانتظار كثيراً.

محرِّكاتُ الضيعة المجاورة شرِبتْ كلَّ ماء الجَوْفِ، نكايةً بأحجارِ الوادي الجافَّة.

***

 

سابِقاً

بيعتِ الأرضُ.

وجفَّ الضرعُ.

وما اكتفى العُمرُ عن إنجابِ البُطون.

***

 

سابِقاً

كان الوهمُ: غدٌ سيأتي.

كان حُلمُ الفرَجِ والفرَحِ، والبِكْرُ سيَكبُر.

***

 

حلَّ الغدُ.

البحرُ المآل.

والأرض الواطِئَةُ المُستَـقَـر.

 

في نصوص اليوم