نصوص أدبية

فذا نسلُنا غالٍ وتِبْرٌ تُرابُنا

jawadkadom gloomعــبـاداتُـنا نحرٌ وتــفـجــيــر مــســجــدٍ

وأضحى أزيـزُ العنف في عُرْفنا فرضا

 


 

فذا نسلُنا غالٍ وتِبْرٌ تُرابُنا / جواد كاظم غلوم

 

أقــولُ لــكــم مـابــي فــأوجــزهُ غـــيـضــا

وأعــلــمُ أنّ الـضيْمَ فـاضَ بــنـا فــيــضــا

عــميـنا ولـم ندرِ ان الدرب قد صار حالكا

ورائــدُنـــا الكــذّاب عــصّـبـنـا غــمــضـا

عــلــقــنـــا بــآمــالٍ وســـقــفٍ مُــصــدَّعٍ

نعيشُ كما المشنوقِ لا يـــلمـــسُ الأرضـا

تـقــاذفـنـا الاصــقــاعُ ، لامــوطــنٌ لــنــا

تُـتعْـتعُـنا الاوجــاعُ ، تُـوســعُــنا خَــضّــا

يــبـسْنا وجــفّ الحـلقُ والقـلـب والحـشــا

عطاشى نـريــدُ النــبـعَ والنـهر والحوضا

يُـــلاحــقـــنـا وحـــشٌ ونـحــن طــريــدةٌ

كــما الحـمَلِ المفـزوع يستعـجلُ الركضا

أحــالـوا بــلادي مــســلخـاً عـائــما دمــاً

مرابـعُـــنـا رعــبٌ وخــلاّقــةٌ فــوضــى

دمـانــا الـتـي كـانــت تــشـعّ بـــزرقــــةٍ

قـد امــتـلأت قـيحــا وقـد نـزفت حـيضاً

دمــانـا دمـاءُ الــنـبـل والشـــمّ والــنــدى

تُساقــطها الاسـقـامُ وانـعــدمـت نـبـضـا

نــغـوص بـوحل العـجـز ، لا قـادرٌ لنـا

وفي ساحة الاعمار لانُحــسن الخـوضا

كـأنّـا أسـارى الـنـدب ، يـثــقـلُنا الــبـكـا

وأهــليَ فــي مشفى  وجُــلّـهـمو مرضى

عــبـاداتُـنا نحرٌ وتــفـجــيــر مــســجــدٍ

وأضحى أزيـزُ العنف في عُرْفنا فرضا

أعـرْنـا مـن الشــيـطان فـكــرا مفـكّــكا

ومـن جـيـل أهـل النـهـبِ سلّمـنا قرضا

فـــســادٌ وإفـــســادٌ يــحـــزُّ رقـــابَــنـــا

على أنّ سيفَ السحتِ من ذبحهم أمضى

فـبــسـتـانُــنـا شـــوكٌ وســبـــخٌ وآفــــةٌ

ولا نخـلة النهـريـن تستــوطـنُ الروضا

فــلا طائـــرٌ أرخــى جــنـاحـيـهِ نـازلاً

يــحــطّ على سـعْـفٍ ، يريحُهما خفضا

ولا مــطَـرٌ يــحـنــو ويـغـسـل مـا بـنـا

ويُــقدِحُ فـي آفــاقــنا البـرقَ والومـضا

أتـتْـنـا ذئــابٌ مــن شــتــاتٍ بــعــيــدةٍ

فكــشّرتِ الأنـيابَ ، تــوجعـنا عــضّاً

فلا تكــتـفي خــدشـاً ونـهــشاً ونـهــمةً

تريـــدُ نخـاعَ العـظْــمِ ، تكسرُهُ هيضاً

أطــيـقُ بــلادي طالــما اتســعَ الضنى

وأطربُ إنْ عــافَ الأسى قلبَها البضّا

أحــنّ الـــى يـــومٍ يــفـــوحُ مــحــبّــةً

يــؤازرُ فـيهِ الــنـاسُ بعضهمو بعضا

فــلا بـلـسمٌ شــافٍ يـزيـلُ سقــامَــنـــا

سوى إلفةِ الاحبابِ كي نطردَ البغضا

أنــا سـنــدبــادُ السِّــلْــمِ أحــملُ رايــتـي

لأرفــعَــها طــولاً وأنــشــرها عُــرضا

فــــذا نسلُــنـا غــالٍ وتــِبْـــرٌ تــرابُــنــا

فلا تُرخصوا الأصلابَ والأهلَ والعِرضا

 

في نصوص اليوم