نصوص أدبية
أتِـريـاقٌ للمَـوْت..؟
إليها سامية..
حيث هي.
أتِـريـاقٌ للمَـوْت..؟ / سعيدة تاقي
ـ شذراتُ قصة ـ
قتَلَها بسبْق إصرار، ليكتبَ على شاهد قبرها:
"هنا ترقدُ حبيبتي الوحيدة.. رحَلَ عمري وتركني ميِّتاً على قيد الحياة."
***
علَّمتْه الحب كلَّه..
كانت تلقِّمـه كلَّ أبجديـاتِه، مثلما يلقَّـمُ الرضيعُ بالملعقة لأوَّل تدريب.
حين نطقَ أخيراً، قالَ: حبيبتي...
قالَها لأخريات.
***
ترك شفتـيْهـا الممدودتيْن إليه في اشتهاء مشروع لـقُـبلة، وغرس خِنجره في قلبِهـا العاشق.
***
لم تعلَمْ أنّ الدَّمْع حِمضٌ حارِق، حتى نفدتْ كلُّ قطراتِه.
كانت كل أعضائها قد اهترأتْ بخُبثِ سرطانٍ بالغ التفشِّي.
***
خذلها يقينُها دفعاتٍ.. دفعات..
خنقها الجُرح في الأخير.
***
يضمُّها إلى قلبِه ويبكي.
لم تكن من قبلُ، تريد سوى أن يضمَّها إلى قلبِه لتضحَك.
***
احترقَ رغيفُ العُمْر.
وما أراد الشَّوقُ أن يبرُدَ.
***
كانت تموتُ كلَّ يومٍ، أمام عينَيْه، ويواصِل هو الحياة.
حين أرادها أن تحيا له أخيراً، دقَّ رصيدُها في الحياة:
نفدَتْ كلُّ الشّحنات.
***
غلَّفتِ الحزنَ لسنواتٍ بأزياءَ مستعارَة.
حين بكاها المجازُ، كان الحبّ أخرسَ عاجزاً.
***
يقبِّلها لغدٍ سيأتي.
ويسيلُ دمُها لماضٍ راح.
***
احترقتْ نوراً وبخوراً لتُضيء كلّ الدروب.
استفاقَ صبحُه متأخِّراً.
كانت كلُّ الفَـتـائـل ذاوية.
***
جنباتُ الروح تضجُّ بالعويل، والابتسامة تأكل شطراً من شفتيْها.
***
...
ويريدُها من جديد.
وكأنّها كانت تفعلُ شيئاً غيرَ أنْ تريدَهُ.
***
كانت تعانِقه في كلِّ مرَّةٍ، قبل أنْ ينصَرِفَ بلهفة لمعانقة العالَـم.
ما زال يريد معانَقَة العالَـم بتوق، ولم تعد تتوق هي، إلى شيء.