نصوص أدبية

حوريّة التي حذفت الواو

sardar mohamad ترى الدنيا بعين الواقع ووعي الروح اللا متخيل.

متمكنة باستثناء.

تعيش الحياة بصدق يتطابق مع ما فرضته علينا الطبيعة المجهولة القوى.

حالات من الضعف الإنساني وحالات من القوة تجتمع في كأس الجسد لتكون خليطا ً غير متجانس أو العكس، فـُرض علينا قسرا ً.

كيف يعبر عن هذا التمازج ولا نعكر صفو ثنائية الروح والجسد في كأس المجتمع القاهر.

الحاجات الأكثر كثافة للروح تقهر الجسد.

والمجتمع لا يكترث لمتطلبات الروح فيقيدها بالسلوك وإن كان في سره يعيش لأجلها.

في مجتمع يحرم حتى همسات التضور الجسدي للأنثى ولو كانت شفاها ً ويصفق للأفعال الشائنة للذكورة وُلد.

غمرت صدرأبيه الفرحة بما نال وغمرت نساء الحي بالتهليل.

رقصوا على دقات الطبول وفتحت أبواب دار ظلت مغلقة طويلا ً لتوزيع الحلوى أنجبت زوجته الولد بعد أربع بنات وكأنه وريث عرش ليس له مزاحم فالبنات لا يرثن غير القهر والزواج يصون الشرف.

وعلم ذاته التوحد مع الذات والحقيقة، فيمتعظ من تعاليم أمه لبناتها أجلسي جيداً. لاتفتحي ساقيك. لا تضحكي بصوت عال، بل اصمتي. إخفضي رأسك وتصنعي الحياء. لا تنثري شعرك.

جمال الأنثى في العفاف

ماضيها هكذا، قهر وتعسف، ومستقبلها تلميع حذاء الزوج، وتبقى مفقس بشر من الذكور وإن كانوا اناثا ًفهي مفقس لاخير فيه.

عفاف الرجل بالتمتع بالشهوات الحلال والحرام

تلاشت سريعا ً فرحة الأب.

 

غرائبية هذا الصبي وقلة كلامه وحبه للصمت فهو ألذ من الموسيقى وإذا نطق فعاقبة كلامة المشاكل.

استغنى به عن الثرثرة.

ظل يبحلق في المصباح المتدلي حين ولد، حتى أن عينيه رمدتا، كمن يبحث عن الحرية وسط فجاج الظلام.

 

حين حدثهم معلمهم عن الشهادة كاد يتقيأ

لا أرغب أن أكون شهيدا ً فليست لدي طاقة لأفيَ بحاجات سبعين حورية.

لله كم شهيد مذ فتق الرتق فمن أين يأتون بهذا العدد منهن.

واحدة فقط قد أفيها حقها فلا تتركني لتستلقي في أحضان آخر.

 

يبدو أن الذي تخيل وجود رجل سوبرمان ذكوري من الطراز الأول فلم يفكر بسوبر ومان ولا المقنعة ولا طرزانة.

كل البطولات عزوها لرجال، إذن ما فائدة الحوريات، هل لتمتع الذكور وارضاء نزواتهم، هل الأنثى لا تكون بطلة وشهيدة و(طرزانة وزوروة) إلا إذا فتحت ساقيها جيدا ًأو تجيد الإنحناء تحت الذكرفي مختلف الأوضاع.

 

وأحس بحاجة للتبول.

في المراحيض وجد مراهقة قد انحنت بجذعها ومعلمه ينقض كضبع على فريسة مستكينة، سرواله الهابط إلى القدمين يبرز ساقاه الرفيعتان كالقصب، بين الفينة والفينة يشفط مخاطه ويرشق بها أرض المرحاض ليزيدها قذارة

أشاح وجهه بهدوء واستدار وتجنب قافلة صراصير قادمة لتلعق البقع الصدفية المندلقة على الأرضية الإسمنتية المتشققة.

 

طلب المعلم كتابة موضوع انشائي فكتبت (حورية)عن الأخلاق.

لم يعجب به أحد إلاه

الوحيد الذي صفق لها بحرارة.

- ما الذي أعجبك فيه؟

- لكل خطاب حجاب.

 

وفي عامهم ذاك ازدحم مخزن أبيها بالقمح والشعير.

واستخدمه والد حورية، فأشار عليه بتسقيف المخزن، فسقف بجذوع النخل وألواح القصدير وجاء المطر شديدا ًعامهم ذاك ولولا فكرته في تسقيف المخزن لكانت الغلة قد تلفت وأفلس

أهداه دينارا ً

في أوقات الراحة كان يتخذ من أكياس القمح فرشا ً يستلقي عليها ويتأمل في الحمام الذي جعل الفراغات بين الجذوع بيوتا ً

حين تنشر الشمس خيوطها تلج ثقبين في السقف فيسقط مخروطا ضوء منهما تسقط قاعدة الأول على صدره وتسقط قاعدة الثاني على أرض المخزن

تمنى في قرارته لو أن حورية راقدةجنبه، فيسقط بين حاجبيها ليطبع قبلة تزيد اللهفة.

 

بدأت سيارات الشحن ذات الأنف الأفطس والتي كانت من مخلفات الجيش الإنجليزي تحمّل بأكياس قمح المخزن حتى فرغ

جعل من أحد الأكياس الفارغة فراشا ً وبدأت الفخاتي تلتقط ما تناثر من القمح من الأكياس عند نقلها.

سمع تصفيقا ً وزغاريد فأطل برأسه الصغير حجما ً

لقد زُفت حورية فقد اشترى الحوت الكبير الغلة وابنة صاحب الغلة

صفقة واحدة فالحيتان الأكبر تلتقم الأصغر

رحلت حورية وستضم إلى ثلاث سبقنها استعبادا ً

 

عاد لصمته

وجد داية حورية على رأسه وفتحت صرة في ذيل خمارها واخرجت ثلاثة دنانير بتمامها

- أرسلتها لك حورية تعينك في بدء دراستك الجامعية في العاصمة

 

دعوة عامة للطلبة للإحتفال بتكريم الفتاة (حرية) الفائزة في الإنتخابات

إتخذ مقعدا ً قريبا ً من المنصة، وتعالى التصفيق حين برزت

لله هذه حورية نفسها ورأته فأخفت ارتباكها من المفاجأة

 

إلتقته بعد الحفل في نادي الكلية، وشربا معا ً القهوة المرة عدة مرات، وبقوة أفصحت عما يعتمل في جوانحها

- حتى لا أطيل عليك أعلمك أني طلقت زوجي إذ رفضت أن لا أكون عبدة رابعة وأذكرك بقولك: لكل خطاب حجاب. ولكي لا تتعب فسأزيح ذلك الحجاب

أنا حورية التي حذفت حرف الواو من اسمها لتنعم بالحرية.

إذا كانت نفسك ما زالت متوحدة مع ذاتها، فالتي تمكنت من حذف حرف الواو قادرة على استقبالك زوجا ً بحرية.

 

سردار محمد سعيد

 

في نصوص اليوم