نصوص أدبية

العرش والصولجان

أكتبُ ما يوحي بهِ الأصغرانْ،

فؤاديَ النصفُ ونصفٌ لسانْ

أصفى من الينبوعِ وسْطَ البستانْ،

ثمارُهُ

أشهى من الأعنابِ والبرتقانْ،

والثالثُ الأناملُ:

حرفٌ

وقلبٌ

ومكانٌ، زمانْ،

ترفلُ بالحبِّ وبالدفءِ وفوحِ الريحانْ،

 

يا سيدي الحرفُ، لأنّي شاهدٌ

مثابرٌ وإنسانْ،

أشهدُ ما يجري على الأرضِ

وما يفعلهُ الكرسيُّ والصولجانْ،

فالسيدُ المزيَّفُ العدّاءُ ذاكَ الفلانْ

يعدو ويعدو كسباقِ الرِهانْ،

منْ أجل أنْ يفوزَ بالجلوسِ فوقَ المكانْ،

وفي طريقِ العَدْوِ مثلَ الذُؤبانْ

و الحلمِ أنْ يبقى على العرشِ

وطولَ الزمانْ

لا بأسَ أنْ يسحقَ رأسَ إنسانْ،

و يُلقيَ النقيَّ بينَ القضبانْ،

ويشحذَ السيفَ بأيدي سجّانْ،

وينصبَ الشرطيَّ حدَّ اللسانْ

شُوَيْعِراً

كُوَيْتِباً

أُنَيْسانْ،

 

يا سيدي الحرفُ، فكمْ منْ لسانْ

قد بيعَ في السوقِ ببخسِ الأثمانْ !

يحرِّفُ الحرفَ ، يبيعُ البُهتانْ،

أخطرُ من سُمِّ فحيحِ الثعبانْ ،

ينامُ منبوذاً ببابِ الغِلمانْ،

يرقصُ كالمهرجِ البهلوانْ

بينَ يديْ حُوَيكِمٍ أُلعُبانْ،

ليلعقَ الفُتاتَ لَعقَ الذِبّانْ،

 

يا سيدي الحرفُ،

لأنتَ السلطانْ،

وأنتَ ربُّ العرشِ والصولجانْ،

أنتَ الرقيبُ ساطعاً والأمانْ،

أنتَ ضميرُ الصدقِ بينَ الغيلانْ،

سيفٌ بحدٍّ صارمٍ لا يُهانْ،

تبقى بريقاً قُزحيَّ الألوانْ،

و تُنشِبُ الحريقَ خلفَ القضبانْ،

 

عبد الستار نورعلي

الثلاثاء 17نوفمبر 2009

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1248 الاحد 06/12/2009)

 

 

في نصوص اليوم