نصوص أدبية

انتظارات مؤجلة الى مابعد الفجر

سحري لكي أنصف روحي وأملئ إحداقي من بقايا صورتك الطيفية .. ضحكتك العريضة التي تشبه قوس قزح ...ترسم ملامح جديدة لصباحاتي القصيرة معك ..لم أكن اهتم بالوقت لأنك لا تعيرين أهمية لكل أوقاتنا ..رغم ذلك امضي في مناجاتك السحرية وابدأ نهاراتي بطلتك الذهبية من فوق مشارف ذاكرتي الموجعة ... استمد حركة أصابعي فوق هذا الورق الأبيض من كحلك الذي ترسمين به حول عينيك عيناً أخرى لندرك عجزنا عن مجاراتك أيتها الساحرة العجيبة ..قطرات  من حبيبات ماسية من جبينك الناصع ُ احفضها في  دورق كرستالي استمد منها ضوء شمسك التي لاتحجب بغيوم الانقطاع ...تعجبك الكلمات الموشومة بالغرور ,,,وتقفين كطاووس اصفر بينا... أقف ألان عند حدودك أيتها المفتوحة نحو السماء وأنت تحلقين في فضاء بلون الماء ..زرقة الماء وانكسارات أشعة الشمس تضع لمستها عند ضفاف وجناتك الناعمة ...صورة لاتمحوها من ذاكرتي الأيام ...    قدري الذي أرغمني هذه الليلة ان أدون صفحة أخرى منك في هذه الرواية الطويلة وأنت تجرعينني كاس السم بيديك وها ....إنا اكرع" كؤوساً من مراراتي الشهدية معك ..ولكن من علمك ان الرحيل ؟من وضع إقدامك فوق طرق الغربة كي تمضين هكذا ودون ان تعلني ان فصل الخريف حل بغير أوانه :

من علمك ..

ان الوطن ...

في كل مكان تجديه؟

من علمك ان الورد

سينمو بعيداً عن

بغداد بنفس اللون

وبرائحة المسك

من علمك ...

ان الغربة "طبع ُ"

تكتسبيه؟؟

من علمك ان

العيش بلا بغداد

له معنى غير الموت

الموت ببطئ

ياسيدتي

من علمك مخطئ للغاية

ياسيدتي

فالموت هنا في مزبلة

 خير ُ من عيش

 في عالم لايعرف معنى بغداد..

 

حيدر قاسم الحجامي/كاتب وصحفي عراقي

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1254 السبت 12/12/2009)

 

 

في نصوص اليوم