نصوص أدبية

لثغة العطش*

ونحن الطافحون على تراب المسرات

بأننا نتلو على أروحنا ما تيسر من أغنية طارئة

ونؤجل أفراحنا المؤقتة ريثما نلتقيك

كنهارنا الذي عطّلناه عن شمس السنابل

منذ أنتِ

وكنتِ

وصرتِ

ليلنا أكل الذئب قرصه الفضي

وعتابنا الذي نجيده كالنواح

لعثمته الحياة المكررة

 

أتدركين

وأنت الناجية الوحيدة من الموت

بأن ارتعاشة الجوع

والضجر الأنيق

وكبرياء الحنطة

مارسوا فينا هواية الجفاف

بعد أن نهانا النهر عن ابتسامة مجانية!

لذا

ويوم أن فتحت شفتي سهوا عنك

خلعوا قلبي على قارعة الطريق

وذروا رماد رأسي في الرياح

 

أتدركين

وأنت الناجية الوحيدة من الموت

بأن الذي خدش قطن وجنتيك

ومارس حرث المطر على سبائكك الرخامية

لسعه حفيف السنابل

والتهمه الأخضر بمداه

 

هل تدركين يا أمي

بأني عالق بثيابي

كلما التهمتني الذاكرة

وألبستني ثوب البياض والمسافات

ولأنك الناجية الوحيدة من الموت

أحرقتُ ثيابي

ضاجعتُ مفاتيح المدينة الخاوية

والأشباح

وسدرة بيتنا القديم

مارست حزني عاريا

فانطويت في لثغة العطش

 

أتدركين

وأنت الناجية الوحيدة من الموت!

أتدركين!!

 

بلقيس الملحم

 

       مرثية على لسان الشاعر ميثم العتابي لوالدته رحمها الله

 

 

 

 

 

في نصوص اليوم