نصوص أدبية

كم كنا نتمنى أن نصدقهم يوما..

أصحاب النفوذ..

أصحاب الجاه والصولة..

 

كم كنا نتمنى أن نصدق يوما..

هؤلاء وأولئك..

في ما يقولون..

في ما به يعدون..

في ما به يصرحون..

 

كم كنا نتمنى أن نصدقهم يوما..

وهم يتحدثون عن الفقراء..

عن ظروف المحتاجين..

عن هموم الأمهات والآباء..

عن حاجات المستضعفين..

 

كم كنا نتمنى أن نصدقهم يوما..

وهم يفكرون في مستقبلنا. .

في حالة أهلنا..

في مصير أبنائنا..

في تحرير نسائنا..

 

كم كنا نتمنى  أن نصدقهم يوما..

وهم بلا حياء يعترفون..

بالحب المشروط لنا..

والاهتمام البالغ بنا..

عند حلول الانتخابات..

 

كم كنا نتمنى أن نصدقهم يوما..

في برامجهم البراقة..

في وعودهم الكاذبة..

في تواضعهم الشامت..

في جودهم المناسباتية..

 

كم كنا نتمنى أن نصدقهم يوما..

وهم باسمنا يتحدثون..

في كل منتدى..

في كل مناسبة..

لإخفاء شريعة الغاب..

كم كنا نتمنى أن نصدقهم يوما..

وهم بحب الوطن..

والدفاع عن الأوطان..

وخدمة الإنسان..

يتشدقون بلا حياء..

 

كم كنا نتمنى أن نصدقهم يوما..

إلا أنهم للوطن تنكروا..

بغير وطنهم تجنسوا..

لأنانيتهم تشبثوا..

من حقوق الناس تنصلوا..

 

كم كنا نتمنى أن نصدقهم يوما..

إلا أنهم بلا ندم..

حولونا إلى أثاث..

لتزيين الواجهات..

وتجسيد المعانات..

 

كم كنا نتمنى أن نصدقهم يوما..

إلا أنهم بلا إنسانية..

حولونا إلى رقيق..

إلى يد عاملة رخيصة..

في سوق النخاسة..

 

كم كنا نتمنى أن نصدقهم يوما..

إلا أنهم يبعضوننا..

إلى قطيع حولونا..

لتعليماتهم أخضعونا..

لقيودهم كبلونا..

 

كم كنا نتمنى أن نصدقهم يوما..

رغم فهم قصدهم..

رغم وضوح مراميهم..

جعلونا نشك في ذكائنا..

جعلونا نصدق أوهامنا..

 

كم كنا نتمنى أن نصدقهم يوما..

ولو أن هذه الأيام..

بات التصديق مستحيلا..

وضل طلب الحق إجراما..

وأصبح التمني  سرابا وخيالا..

 

بنعيسى احسينات - المغرب

 

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1257 الثلاثاء 15/12/2009)

 

 

 

في نصوص اليوم