نصوص أدبية

عشيقة هذا الليل الحزين

 وناقداً للأحداث والمواضيع الحديثة والمحدّثة بحيث أن أسمه أصبح مرادفاً

لكل ما يتعلّق بالوجودية  والإنسانية  وعلى وجه الأخص: صراعات العالم العربي

من يحب المرأة واللهفة إلى الأنوثة والسحر والغموض والسلام 

إلى الثائرالأبدي على شرفات النساء ـ

 إلى بيار أبي صعب : شكراً لأنك صديقي الحبيب

جوزيه

................................

 

عشيقة هذا الليل الحزين

 

ما أقربكَ من الوهم

تدّعي الهوى في كأس القصيدة

وقصائدكَ خِدعة وإدمان ونساء

أيها الربيع  المخنوق منذ الخلْقِ

عندما يأتيني الكون

لينزوي بين نهديّ الجميلين

أخلعُ ثيابي خلسة

للبوح بذنوب الخلوات

*     *     *     *     *

 

تترصد موعدك  معها

لن تأتي الليلة لتفرط عقودي

وأرمي بثيابي  تحت قدميكَ

قبّلني وقبّل  معصمي وأساوري

داعبني  د ون هَوادة

وأنسَ غانيتك المبرجة بالمساحيق

لا بدّ أنك هناك

خلف القمر واللوعة من الزمن

*     *     *     *     *

 

صفير رياح  في القطارات الهاربة

يخطف  كالبرق لون الفراشات

يغفو جثمان الحوريات  في الشتاء

وفي القبور ورود من رمال الزمان

تسهر الآلهة في الليل المتأخر

تعانق البراعم التي سقطت

خريفاً  في الطرقات

دون يقين

وفي الجهة الأخرى

يزحف النهر في ورق الأشجار

تحت أقدام سمراء

تُعانق الكون بمزامير الشوق

تُبعِدُ عنها وجه الموت

من مدن الشرق العتيق

وعذارى وقعنّ معها ميثاق الأرق

*     *     *     *    *

 

نولد لنتناسل على مدار الجنون

تولد في كل الأرجاء أصوات

وآلهة تنجب  عذارى مولعة

بصراخ الأرض وبنور الشمس

تعالي !

عشيقة هذا الليل الحزين

تعالي خلف روحي

وخلف الستائر الحمر

رغباتكِ وشهواتكِ وشهقاتكِ

تطاردها ألأفواه جائعةً هائمة

ولا  أعلم

كيف أحترقت الولائم في المعابد

وأصبح طعامكِ دخاناً

فهل هذي هي

ورطة الإثارة المؤقتة  ؟

فراقصات الكباريه

تمردّن في الظلّ

لأن خطاياهن هو جسدهن المرغوب

فاتنات إغراءهن سرّ الروح

وانتهاء لنسيانه في السراب

*     *     *     *     *

 

تعبث الزهور الباردة بالصباح

وحول عنقي ألف  قبلة وقبلة

تتشظى التأوهات أقداراً

والمسافات حشرجات تطول

كل فجرٍ آتٍ هو ضجر آخر

وتراهم كلهم ـ  في المنفى ـ يرحلون

في المنفى ـ يرحلون

يرحلون

 

الشاعرة جوزيه حلو ـ فرنسا

  

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1258 الاربعاء 16/12/2009)

 

 

في نصوص اليوم