نصوص أدبية
ضيوف القدس
فارفعوا الرايات خضرا=واعزفوا لحن الكفاح
وارتدوا بيض الثياب=عند حفل الافتتاح
واجعلوا منا بساطا=واملئوا كل البطاح
واقطعوا منا البنان=واصنعوا أبهى الوشاح
وافسحوا للفاتحين=نسل نصر من صلاح
علـِّقوا في كل باب=طـَرْفَ غـُصْن للقاح
واكتبوا العنوان ضخما=هذا وعد النور لاح
هذا وعد من كريم=في كتاب لا يزاح
كلما عدتم نعود=قالها المولى صُراح
قالها الهادي نبينا=قالها كل الملاح
هذه القدس السجينه=دربها درب السراح
دأبها الإسراء ليلا=فاسألوا كم مِن جَـناح
واسألوا المعراج عنها=إذ تدوي للفلاح
واسألوا كل الغزاة=كيف تـُقصي الإجتياح
كيف تـُقصى الغصب غصبا=مِن زروع تستباح
إنها الأقصى مكانا=عن أعاصير الرياح
رغم كل القهر تبدو=في سرور وانشراح
من قديم لم يراود=عينها طيفُ النـّـُواح
حرصها ألا ترانا=كالثكالى في الصياح
تبغض الدمع وترضى=عن دم في البيت ساح
ترتضي الضيف بسيف=أو جـِعاب من رماح
لا تهاب الموت لكن=لا تحب الإنبطاح
مَن هواها في خلود=سره في الكون باح
قبره دبابة في=ساح حرب لا تطاح
وسواه الموت فيه=جاثم يأبى الجماح
إن بدا القبر تراءى=أو قضى الموت استراح
إنها القدس القديمه=لم تزل رغم الجراح
لم تزل تقري الضيوف=والورى عنها شِحاح
و ضيوف اليوم قوم=من أحاديث صحاح
بين أكناف المدينه=نورهم فينا أضاح
حاوروا الأحجار حينا=في سهوب أو صفاح
و العِدا لما تمادوا=حاوروهم بالسلاح
يا صغار القدس قوموا=و انصروهم بالمتاح
كل صبح كل أمس=كلما طاب الكفاح
وعد نصر القدس آت=في غداة أو رواح
............................ الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1068 الخميس 04/06/2009)