نصوص أدبية
بعض حلم
وفتحت دفاتر أشواقي
فرأيت بعينيك منابع نور ْ .
وعشقت الوقت على عجل ٍ
إن الوقت شعورْ .
ياكل سنين الحلم أخاف
لأن الموج البادي
من عينيك يثور ْ .
ومراكب عشقي من دمع
أما مجذافي
من بردٍ وقشور ْ .
-2-
أسكنت ربيع العمر فتوقي
وحملت حقائب أوجاعي
وعبرت الخوفْ .
تمطرني الوحدة أشلاء
وشتائي كجفاف الصيف ْ .
أنتظر المطر الراجع في ندم ٍ
يلغي أعراف العرفْ .
يبقيني فوق الوتر الباكي دهراً
ليعود فيسألني
ما نفع العزفْ .
إن أحببت السحر بعينيك
سيقتلني في الحب الظرف ْ .
إن أرغمت شجوني تكويني
تسحقني صولات الطرفْ .
إن أطلقت عناني يرجعني ألمٌ
غير الراقد رقص الرجف.
أي الأحلام تعاتبني
وزرعت على جسمك
كل رسوم الطيفْ .
أي الأشواق تحاصرني
إن كانت خاتمة الآمال الحرفْ .
أسكنت جراحي
وسكنت بعينيك
إلى أن أعماني النزف
-3-
أشباهاً كنّا في الماضي
والحاضر أطيافْ.
في دفتر هذا الوقت هراءٌ
في دفتر ذاك الوقت نشافْ.
لغة الصمت تداويني
لغة الحبّ هي الإضعافْ .
ويباس الشفتين لغاتٌ
وذبول العينين هو الأعرافْ .
يسحقني حبي
وولادته ليل
ونهايته كاللحد تضافْ .
لا أحتاج إلى جسدٍ
مادام العابر من ظهري سيّاف ْ .
مادام القابع في ذاتي يلغيني
ليهمّشني دجّالٌ
وليملكني عرّاف
أوطاناً كنّا للحبّ
فصرنا عنواناً
للموت وأرض الإجحافْ .
فدخلتِ حياتي ضربة حظّ
وحياتي أدماها الإنصافْ .
-4-
هاتي الموّال الهارب من وجعي
ملعون ذاك الموّال ْ.
يسرقني من أملي
يزرعني في وهم ٍ قتالْ .
هاتي الرقص اللاعب
في إحساسي
موجي في ذاكرتي سحراً وخيالْ
في خدّك يولد صبح
وعلى أهدابك ليل يختال.
ألعق أحزاني
أجترّ ُ وصولي من باب محال ْ .
هاتي المجهول
فإنّي إحساسيّ ٌ
وجوابٌ يبحث عن ظلّ سؤالْ .
أسكنت الصوت الناطق
من حزني
ونطقت دماً
ببرود ينسالْ .
-5-
وجهك إشراقة فجر ٍ
ونسيج حكايات ْ .
وفؤادي لضحاك
كرقص فراشاتْ .
أما الصرخة في الأوراق أنا
وصداها النبراتْ .
قلمي بارقة يلغيني
يجعلني دمعاً
أو شيئاً فاتْ .
صوتك أنشودة طير ٍ
طارت في صمتي
غنّت فوق نداء مات ْ .
هذا الماضي سجّان ٌ
والسجن أنا
من أوجاعي القضبان
ومن أضلاعي الصرخات ْ .
وغدي لون ٌ يبحث عن وجه ٍ
ليعود فيسبح
في بحر الظلمات ْ .
قلبي قطعة حزن ٍ ذائبة
فوق النار
ومثواها الدمعات
فانتشري بين ثنايا
الجسد المسقوم
كنبضة حبّ
لأرى فيك حياةْ .
-6-
أهرب من عينيك
لينهشني حزني .
أخرج من أسوارك
أبحث عن وطن ٍ
تسرقني عيناك
لألقى في عينيك سراباً وطني .
أرمي الحلم الساكن عيني
وأضمّ شعاعاً من عينيك
ليسهو وهماً في حضني .
مفقودٌ يا ضحكة ثغري
أصطاد طيوفاً من ألمي
فمتى سأراك غطائي ,سكني؟
أهرب من ذاتي ألقاك
فأطرح مافي الوجدان
من الوهن ِ .
يكويني صمتك سائلتي
جدل سيتبعه جدلٌ
وسؤالي أني.
أفرغ مافي حدسي
حسبي أنت الناس
بداية كل الأشياء , وظنّي
رغم البرد النائم
في أضلاعي
رغم الخوف القابع
في أفئدتي
معذرة سأغنّي.
حسبي أنا بحر من وجع ٍ
أنا سرب من وهم ٍ
أنا حقل من دمع فاجني
أثمان القدر الآمر
أرضخ للأيام
وهذا الواقع يغني
فدعيني في حسبي
في شكّي , في ظنّي
هذي الأحلام تخاصمني
ذاكرة متعبة ٌ كوني
فاعتذري عن حبك
يا أغنية
تاهت بين ضجيج اللحن ِ .
أهرب من عينيك ومنّي
ألقاك تنامين تمنّي
يا ليتك كنت
ويا ليت الحلم الساكن روحي
يأخذني
ويأخذ وجهك عن عيني
الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1068 الخميس 04/06/2009)