نصوص أدبية
لَـوْح ٌ سـومَـري
ومِـن اُمَـم ِ الـحـروفِ انـداح ِ عـقــلٌ
بـسُــلّــَـمُــهــا تَــصـاعَــدَ أبـجَــديّــا
لَـوْح ٌ سـومَـري / جمال مصطـفى
ـ ـ ـ ـ وكـانَ كـتـابُـهـا طــيـنـاً طـريّـا
لـيـبـقـى الـلــوحُ لَــوْحــا ً سـومَــريّــا
فـجَــدّي قـال لـي : مـا نـحـن إلّا
مِـن الـسـفـن ِ الـتي هـبـطَــتْ عَــشـيّـا
وعـنـدَ الـصُـبْـح ِ صـارَ الـنـاسُ نـاسا ً
وأضـحـى الـوحـشُ فـيـهــمْ آدَمِـيّــا
ولــكــنَّ الـيـقـيـنَ وقــدْ أفــاقـــتْ
عــقــولٌ تَـجْـتَــلـيــه ِ بَـدا عَــصِــيّــا
مُـحَــيِّــرة ٌ ، أقــولُ وقــالَ جَــدّي
نُـخَــوِّضُ فـي الـتي بَـعْــدَ اللــتَــيّــا
وتـحـمـلـنـا الـبـسـيـطـةُ ، أيّ ُ بـيْـت ٍ
بِـبـَحْـر ِ الـكـونِ يَـسـبَـحُ كــوْكــبِــيّــا
فـيَـسـعـى مِـن ذوي الألـبــابِ فـيـهـا
وتُــوعَــدَ بـالـسُـعــاة ِ غَــدَا ً بَـهــيّـا
تـعــالـى الـهـابـطـون إلـى سـمـاهُــمْ
ومـا عــادَ الــذي اعــلــولـى جـلِــيِّــا
عـلـى عَــربــات ِ آلِــهَــة ٍ وضَــوْء ٍ
مـقــاديـــرٌ مِـن الــقَــدَر ِ الــمُــهَـــيّــا
تـصـدّعَــتْ الـمـرايـا ، امـتــدَّ بَــوْنٌ
مِـن الــمـا بـيـن بــيْــنـا ً بَــرزخِــيّــا
وغــامَــتْ قــامَــة ٌ لَـــمّــا تَــوارَتْ
وكـانَـتْ بَـيـنَـنـا جَــسـداً و زِيّــا
تُـحـاذيـهـا الـحــقـيـقـة ُ وهْـيَ وَهْــم ٌ
وتَـجْـمَــحُ بـالــرؤى وعــْـداً سَـخـِيّـا
مُـبـجَّـلـة ٌ ، تُـسـاقُ لـهــا الأضـاحـي
مُـكَـلَّــلــة ٌ جَــلالاً سـرْمَــديّـــا
إذا نُـحِـتَــتْ عـلـى حَـجَــر ٍ تَـسـامـى
غـدا وثَــنــاً يُــقــَـدَّسُ مَــعْــبَـدِيّــا
تَـشَـطـَّـرَتْ الـخـيـالَ : خـيـالَ خــوف ٍ
وحـيـنـاً مـا خـيـــالا ً مَـخــْــمَــلِـــيّــا
مـضى جـلْـجـامِـشٌ في الـبحْـث عـنهـا
وظــلَّ الـسرّ ُ فــوّاحــاً ، خَـفِــيّــا
بـِمَـشْـحــوفٍ تَــوَغــَّـلَ في مِـيــاه ٍ
وغـابَ الـسـومَـريّ ُ سـوى الـمُـحَـيّـا
صبـوحـاً ، فـوق سطـح ِ الـمـاءِ يـبـدو
قـريـبـاً مَـرّة ً ـ ـ ـ أ ُخــرى قـصـيّـا
تُــودِّعُــه ُ شــمــوعٌ قــد أضـاءتْ
غـريـقـــاً ، في مِـيـاهِ الـهـور ِ، حَـيّــا
وكَــرّتْ سُـبْـحـة ُ الإيـغــال ِ سِـحـراً
وتَـنـجـيــمــاً وطـقـسـاً طـوطــمـيّــا
أآلـِـهــة ٌ ؟ إذنْ لا بُــدَّ مِـن أنْ
نُـغــربـلَـهــا لِـنَـعــرف َ أولــيّـــا
فـقـدْ شَـبَّ الـضـمـيـرُ عـلى مـثــال ٍ
عـلا حـتـى اسـتَــوى رَبّــاً عـلــيّــا
تَـكَـهَّــنَ كـاهـنـا ً بَـعـضٌ و بَـعــضٌ
تَـفــرَّدَ رائـيــا ً فـغــدا نـبــيّــا
أراني إذ أرى الـلاشيءَ شـيـئـاً
ومـوتَ الـشي مــوتــا ً خـُـلــَّـبــِيّــا
كـسـومـرَ جـذوتـي تـغــفــو وتـصحـو
يُـهـدهِــدُهـا الـتَـنــاوبُ مَــوسِـمـيّــا
وانَّ الأرضَ كـامــلــة ً مَـجــالٌ
لـهـا مِـن تَـحـتِـهـا جُـعِــلَــتْ سَـريّــا
يُـديـــرُ شـوؤنَـهــا إنْـسٌ و جِــنّ ٌ
فـتَـصـفــو حـكـمـة ً وتَـشـوبُ غَــيّــا
وسـومــرُ قَـبْـلَ ذا كـانـتْ سـريــرا ً
وأنـثـى : ضـيْـفـهـا ازدرَعَ الـمَـنِـيّـا
مُــلَــطَــخَــة ٌ شَـراشِــفـهــا بِـحـبْــر ٍ
مِـن الـمـاضـي ، تَـسَـوَّفَ اُخـرَويّــا
هي الآنَ الـهـنـاكَ وأمـس ِ كـانـتْ
هـنـا ، لـيـسـتْ حـفــائـرَ أو حُـلِــيّــا
ولــكـنْ مــا يُـشـاغِــفــُـنــا سـؤالا ً
ويـتــركُ صـمـتـهُ فـيـنـا دَويّـــا
بـأكــوانِ الـمُـخــيّــلـة ِ انـفـلاقــا ً
بـكـأس ِ الـلـهِ مُـتْـرعَـة ً حُـمَــيّــا
بـمـا نَـفـَـدَتْ ، أتَـنـفــدُ ؟ وهـو بـاق ٍ
فـقــيــراً رَهْــنَ حَـيْــرتِــهِ ثــريّــا
تُــذهِّــبُــهُ شـمــوسٌ سـاهِــراتٌ
عـلـى تَـلــويـنـه ِ قــَـدَرا ً ذكــيّــا
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
لِـحـفـظ ِ الـلــوح يـا هــذا طـقــوسٌ
وأقــدَسُهــا جــنــوحُــكَ أريَـحِــيّــا
إلـى تَـعــشـيـق ِ مُـنـعــشـةٍ بـأخـرى
وألّا تَـنــبـــري ـ ـ ـ ـ ـ إلّا حَــرِيّــا
فـسـومَــرُ ، سـارقُ الـنـيــران منـهــا
إذنْ قَـابـسْ ولا تَـخــرجْ خَــلِــيّـا
خـذ الـفَـلَـكَ الـمُـدَوَّنَ فـي رقــيــم ٍ
خـذ الـفـُـلـْـكَ الـمُـطَــوفــَـنَ أوْحَــدِيّــا
وخـذ ْ مــاءَ الـقـصـيــدة ِ مِـن فــرات ٍ
تَــفـَـرْدَسَ ثــُـمَّ شَــرَّقَ كَــوثَــريّــا
فــمِـن ألِــفٍ تُـعَــبِّــدُهــا سـراطــا ً
إلـى يـــاء ٍ تُــغــرّدُهـــا رَويّـــا
وسـومــرُ لــصّـُـهــا أبـداً إلــهٌ
يَـخــرّ ُ أمــامَــه ُ مَـلِــكٌ جِــثِــيّـــا
بـشـومَــركَ الـجـديــدة ِ شــومَــريّ ٌ
وشـومَــرُ نَـسْـخُ سـومَــرَ مـعْــدنـيّــا
وتـلـكَ مَـثـــانــة ُ الأربــاب يـا مــا
طـغـى طـوفــانـهـمْ فـيـهــا عَــتِـيّــا
وصُـفـرَتُـهـا مِـن الـذهَــب ِ اعـتــلالا ً
وداءُ الـروح ِ أفـتَــكُ عَــسـجـديّــا
فـكَـمْ إيــل ٍ وإيــلٍ ، كـلّ ُ إيــل ٍ
بـسـومَــرَ قـد أتـى شـيـئـا ً فــرِيّــا
سـوى ( لائـيــلَ ) لَــمّــا ذابَ فـيـهـا
وصــار بـحـبـّـهــا بَـشَـراً سَـويّــا
وثــمَّــة َ مـثــلُ إنـكـيــدو بُـزوغــا ً
تُـغــيِّــبـُـهُ بـَـراءتُــهُ فــتِــيّــا
أرى عَـرَبــــات ِ آلِــهـَـة ٍ غــبـــارا ً
يَـريــن ُ عـلى الـمــرايــا نـرجـسـيّــا
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
تَـبَـلْـبَـلْـنـا بِـبـابِــل َ ـ ـ ـ بـاءَ سـحْــرٌ
مِـن الـرؤيـا ــ بـلا أمَـلٍ ــ شــقِــيـّـا
لَــغــا لَــغْــواً لـسـانٌ سـارَ فـيـهــا
فـكـم لـغــة ٍ وقـد كـانـتْ لُــغــيّــا
ومِـن اُمَـم ِ الـحـروفِ انـداح ِ عـقــلٌ
بـسُــلّــَـمُــهــا تَــصـاعَــدَ أبـجَــديّــا
وقـد شَـبَّ الـذي عــن طــوْقِ مَـن قــد
تَـحَــكَّــمَ فـي مَـصـائِــره ِ قــويـّـا
أنـا الآنَ الـمـلـيـك ُ ، ازرَقّ َ بـيـتـي
فـأرضـيَ قـريــةٌ ، لا بـل قـُـرَيـّـا
أرى مِـن حَـوْلِـهــا كــوْنــاً تـأبّـى
ومَـن غـيـري يُــلَــيِّــنُــهُ أبــيّــا
إلـى لَــمَـعــانِ ِ معــنى كـلِّ مـعــنى
هَــفــوتُ وقــد تَـلألأ فـرقـديّــا
تَـثـامَـلَ بـي شـُـمــولٌ مِـن شَـمــول ٍ
وراحُ الـراح ِ يَـعــبَـقُ عَـبـقــريّــا
رأيـتُ كـ (لا أرى) مَـسَـحَـتْ جـبـيـني
غُـيَـيْـمـة ُ غـفــوة ٍ في حِـجْــر ِ رَيّـــا
وخَـلْـعِـيَ حُـلَّــة ً بَـلِـيَـتْ و ضـاقــتْ
لأسـطَــعَ عــاريـا ً ، أيْ جــوهــريّــا
وعـن سـرِّ الـخـلــود ِ كـأنَّ عُـشـبـا ً
تَـفــاوَحَ هـا هـنـا فـاقـطِــفْ شَـذِيـّـا
تُـخـبّيءُ زهــرة ُ الـخـشـخـاش سـرّا ً
أيُـفــتَـرعَ الـمُـخَــبَّــأ ُ قـنّـبـيّــا ؟
كـأنَّ بـهــا جـوابـا ً عـن سـؤال ٍ
وكـي لا تَـعــبــرَ الـدنـيــا غـبـيّــا
مـخـيِّــلــة ٌ يُـجَـنِّـحـهــا جـنــونٌ
تَـرى قـفَـصـاً لـهـا الـعـقــلَ الـنـقِــيّــا
عـلـى عــشّـاقِـهـا وقــْـفٌ إذا مـا الــ
مُـخـيّــلـة ُ اسـتَـبَـتْـكَ ، فـَـكُـنْ سَـبِـيّــا
وقــلْ : فــتْــحٌ عـلـى الـرائـي مُـبـيـنٌ
وسَـبِّـحْ بـاسـم ِ نـعــمـتـِـهــا تَــقــيّــا :
سَـلاسـلُ مِـن جـبـال ِ الــمـاسِ عـنـدي
ويَـحْـسَـبـنـي مُــغَــفــَّـلُــهُــمْ دَعــيّــا
وحَـوْلَ الـمـاسِ نــورٌ خَـلـْـفَ نــور ٍ
وفـي الأنــوار ِ يَـخــفــقُ أنــوَرِيّـــا
وجــودٌ لا وجــودَ لــهُ و لــكــنْ
تَــدَفــَّـقَ فـهْــوَ يَـعــْـرُجُ لَــولَـبــيـّـا
جـيـادُ الـحدْس ِ قـبْـلَ الـضـوءِ جـاءتْ
صـهـيـلا ً شَـقّ َ يـاءَ الـلـيْــل : هَــيّــا
إلى الأمِّ ( الـكـبـيـرة ِ) تـهْــتُ عـنـهـا
وهـا عـادتْ مُـضَـيِّـعَــتـي صَـبـيّــا
كـأنَّ الـكـونَ : حـالــمــة ٌ و ريـشٌ
مِـن الــرغـَـبــات يـخـدمُـهــا وفــيّــا
لَـكَـمْ عَـصَـفَـتْ بـهـا الـحـيْـراتُ تَـتـرى
وكَـمْ شُـغِــفَــتْ مُـحــالا ً أبـعَــدِيّــا
تُـــؤازِلُ آزِلَ الآزال ِ نَــشْـــرا ً
تُــؤابِــدُ آبِـــدَ الآبـــاد ِ طَــيّـــا
وكـلّ ُ الأرضِ سـومَـرُ ، ألـفُ جـيـل ٍ
وجـيــل . يـا سـؤالاً مَـلـحَــمِــيّــا
يَـدقّ ُ عـلى الـصـوامِــت ِ دامِـسـات ٍ
ويَـجــتــرحُ الإجــابــة َ ألــمَــعِـــيّــا
بـداء ِ الـتَــوْق ِ مُـعــتَــلّاً تَــداوى
مِـن الأشــواق ِ بـالأشــواق ِ كَــيّـــا
بِـعَـيْـن ِ تَـعــاقــب ِ الأشـيـاء ِ طـُـرّا ً
عـلـى الـرؤيــا انـثـيــالاً اُرحـبـيّــا
لِــتَـصـعَــدَ غـيـمـة ٌ مِـن لازورد ٍ
إذا انـفـجَــرَتْ حـدوسٌ رُؤيَــويّـــا