نصوص أدبية

أطفالٌ بلا شموع

intwan alkazziمن نينوى

إلى أربيل

 


 

أطفالٌ بلا شموع / انطوان القزي

 

عابرون بلا قناديل

هاربون من إلهٍ جديد

لم يقرأوا عنه في الكتب

ولا سمعوا عنه في قصص العجائز

اوراقهم مسافرة،

يعلّق الحبرُ أقلامهم

في سقفِ السهر

وتنزف المسافة دماً

من ريق زنابقهم،

والريشة تبحث عن هزارٍ

يحلّق والاجنحة بلا فضاء

يجمع العيدانَ لفراخٍ لن تولد،

 

 

عابرون،

والصمتُ سلطان الدروب

والجذوعُ تسأل العاصفة

عن يراعٍ أسكر الحروف،

عن وترٍ غافلتهُ القصيدة

وعن طفلٍ كتب يوماً:

"الله يراني"

وهو ما عاد يرى الله،

حملته سفينة نوح الجديدة

الى شاطئ لا ترودُه الأمواج،

الى ميناء بلا مراسي

الى ساريةٍ تركها القبطان

طعماً للنوارس.

 

عابرون

من نينوى الى أربيل،

والسيوفُ ظلال الصباحات

والناسُ ليسوا من طينٍ وماء

والعيون جسور الى الأسى.

وطفلة تسأل:

"أين شمعة أخي،

أين شجرة الميلاد،

اين أجراس العيد،

أين ريحانة سقيتُها

وعطرٌ اضعتُه،

أين أصابعي المبلولة

من ندى الورود؟"

 

.. وكان الرحيل،

أسرجَ الليلُ خيوله،

باتتِ النجوم سرايا الموت،

وفستانُ أمّي

منديلاً للدموع

وذراعاها أعمدة للصلاة..

ويغفو طفلٌ بلا وسادة

يهجعُ بلا حلم،

لأنّ ليلَه العتيد

سيبقى بلا صباح،

ولأن نجمة الصبحِ

تفتّش عن مزودٍ ومغارة،

..وعن طفلٍ خطفه

البيلاطسيون الجدد.

                                                                    

في نصوص اليوم