نصوص أدبية

صوتُ اليباب

MM80وما لديّ سوى يديّ

عصايَ لا تطأ السّحابْ ..!

 


 

صوتُ اليباب / توفيق قصاب باشي

 

ندمي تعاظمَ فيّ رغم براءتي

وكأنّني قابيلُ

أجْرَمَ ثمّ تابْ ..

.

.

بعد الصراعاتِ المريرةِ

والخبابْ ..

بعد الضياعِ وراءَ بحرٍ من سرابْ ..

بعد الكهولةِ في الشبابْ ..

أنا ما تسلّقتُ الجبالَ تنافساً

وهوايةً

وسياحةً

إنّي تسلقتُ المنافيَ

هارباً

من قتلِ أهليَ

راغباً

من بعدِ قتليَ

بالوقوفِ تأمـُّلاً

بالذكرياتِ النازلاتِ عليّ سوطاً من عذابْ ..

أنا مُذْ وقفتُ عليكِ يا قممَ الرُّهابْ ..

ريحُ اشتياقٍ هاجمتْني

تحملُ الذكرى حرابْ ..

فعرفتُ أنّ خطاي كانتْ

في طريقٍ كان كالجناتِ

لكنْ

ليس للعشاق فيهِ

سوى المضيّ على الصعابِ

لهدمِ أسوارِ الضبابْ ..

 

مترقّبينَ بزوغ كل الغائبين

منَ اليبابْ ..

 

وعرفتُ من أنّاتِ نبضٍ

هاجَ فالتَهَمَ الفؤادَ

بأنّ شمسَ العاشقينَ

سُدىً، تقودُ إلى الحنينِ

وأنّ كل نهايةٍ

في الدربِ أُمّ بدايةٍ

حُبلى

بماضٍ من ترابْ ..

 

يا ربّ أنهكني العُبابُ

وما لديّ سوى يديّ

عصايَ لا تطأ السّحابْ ..!

 

ناجيتُ طيف حبيبتي

من خلفِ قضبانِ العتابْ ..

 

قالتْ: فداكَ سعادتي

إيّـاكَ تقترفُ الإيابْ ..

 

أنا لستُ أحتملُ انطفاءكَ

فاحتملْ شجنَ المآبْ ..

 

أَفنيتُ عمريَ بانتظاركَ

لاتكِلْ قلبي - الذي

نبضاً يعيشكَ -

للذئابْ ....

 

راقبتُ مرآة الشعورِ

رأيتُ طيف حبيبتي

قمراً تجسّدَ ثمّ غابْ ..

 

راقبتُ مِرآةَ الشعورِ

رأيتُ أنّ مدينتي

في الصبح تدفن شمس من

في الليلِ هدأتهُمْ نعابْ ..

فكأنّما كلّي تصلّبَ ثمّ ذابْ !!

 

راقبتُ مِرآةَ الشعور

وجدتُ أنواع الزهور

تريدُ ماءاً لا دماءاً

تحت ظلّ الغيمِ

عاشتْ

عمرها ليلَ

انتحابْ ..

.

.

وارَيْتُ سَوءَةَ فكرةٍ

وكأنها

هابيلُ، والأملُ الغرابْ !!

 

 

في نصوص اليوم