نصوص أدبية
خيط أريانا وخيط الدخان
إنَ جُنونكَ أبلغ وأكمل ما في الحكاية
ما أكثر الأشياء التي تشبهك
خيط أريانا وخيط الدخان / سميحة التميمي
يا رعاةَ الأقدار
إنه قلبي تلكَ الغابةُ الفاتنة
تُقيمُ بِها كل الأشجارِ ويفتحُ على الوَليمةِ المقدّسة
الألم المُقدسُ عندما يُديرُ ظهراً لا يتركُ دمعهُ لأنهُ امتلأ وأفرغّ في الفراديس ...
فيا مُصَدّقي ..إنتَ أجملُ فوْحٍ في هذهِ الدنيا ...
لا تتركْ خلفكَ دمعه ..
واكتبْ ليّ برغمِ أنكَ ميّت
لتعتدلَ قامةُ الزمان ..كما تعَشّمتَ مرةً
تَمَسّك بخيطِ أريانا ...ودَعْ عنكَ خيطَ الدخانْ
لن يكتبوا الآمنا يا صغيرتي فهم لا يعرفون كتابة الآلآم.. لأنها مليئة بالعشق وبالمواعيد التي لم تلتقِ بنا، اكتبيها انتِ ساقبّلها ثم ادفنها في مدافن الصغار ..
.لا زلتِ تتمنينَ أن نبكي معاً ..وجهي مُخضلاً بالدموعِ الآن.. تعالي .
..............................................................................
يقول .. ما أقلَ العُقلاء في هذهِ الدنيا ويذهبُ للبكاء من الجوعِ وراءَ الحائط المطل على الصحراء، كنتُ أعرفُ مكانَه والكلب، وأذهب لأُعطيه خبزاً وأسقيهِ ماء .. واقولُ له " امك أوصتْ بهذا، وبسرعة اديرُ ظهراً عنْ كرامتهِ ونباهتهِ ثم أعودُ للمحرابِ اصلّي من أجلِ الغُفران ..لقدْ كَذبتُ عليهِ وعلى امهِ الميّته منذ سنين والتي لم تبعثْ خُبزاً ولا دواء ولا ....كُلهم مجانين يقول : الا أنتِ وأنا وكَلبي ... صارت لعبة الغادين والرائحين لا تدهشني ..بقدر ما تستوقفني امام مزاج هذا الكائن العجيب المسمى [ انسان] ما أشدَّ وفاءكَ يا كَلبي ..
هل أكملتِ قراءة كافكا؟
ومضى معَ الكلب الى المجهولِ ولكنه قريبا سوفَ يعود .................
للألمِ قُدسيةٌ صامتةٌ ..غير مُرعِبة ولا مربكة .. أدرِكْها دونَ أن يُحسَ بكَ الهُراء.إتكيء على ظلّكَ المُغْبرّ. أوقدْ تحتَه عينَ القلم في عينِ الريح ...
أنا عَرفتـــكَ منَ الصـــــدى ..فَكمْ تَغَنّى بِـــــــكَ!
إنَ جُنونكَ أبلغ وأكمل ما في الحكاية
ما أكثر الأشياء التي تشبهك :
لحظة القرار ..وثوثيق النهايات بعينٍ مغمضة
..والاخرى الــ...تستدعي ...الــتَذّكُرَ ..ربمــــــا!
مُجَمِّعَ الصور من الذاكرة ومُلقيها في البحر ..
الليلُ والصبحُ والكتابة والقصيدة والنهر والغديرُ وأبي
وصوتُ فيروز يُمنّيني بــ.. [ القهوة البحرية]
نهايةُ الرائِحة ..سربُ الحجلِ البريّ
التأملُ ..الباليه ...اليوجا
التشوقُ والتحنانُ والتذكّر ..
لغزُ متاهتكَ فأنتَ التائهُ الذي لا يدري
أيهما خيط الدخان ..وأيُهما خيطُ أريانا ..!
والقهوةُ وكوبِها الذي ينتظرُ.. وتأويلات قراءتها
جيرةُ بيتِ الموسيقى ....وهَدهدَته
جنينةٌ كنتَ بها تُزهِرُ وتُثمِرُ كلَ ليلة ..
وردة ليلكيةٌ ما أقوى شوكتها **
.. الجنونُ الذي ابتُلييتَ بهِ .. صبابة اشتياقك
وهستيريا رائحةٌ تنتظرْ..
روائع قصاصاتكَ..كذباتكَ الألف؟!
هه .. مُؤمنٌ! لمْ تدرِكْ جيداً فلسفَةَ الذنوبِ والغفران
تفهَمُ أن كلَ شيء حكايةَ حبٍ عربيه ..!
هذيانٌ لم تغتسلْ سبعاً بعدَه ..!
..قلت لكَ ..فلتكنْ سامرياً إذاً ..يا وَهَني
وَخذْ من أثرِ المُحَدّثِ وردةً وانثرها لتصيرَ جسداً بخوار
وإن انتقضَ الغزلُ فعليكَ ببيتِ القصيدِ عينه..
ما حاجتي لمصباحِ الفيلسوف وأنتَ هنا. ولو في حلم!!
فــ .. حديثُ الصمت الذي كانَ منذُ أزلٍ .. لم يزلْ ..
و..ليلة من البهاءِ .. حدّثْ ما تبقى من الأبدية بها ...
ليتَ لي في القصيدةِ سكنٌ ودُثار
في غيابك ....
حتى بقاياها خرجتْ من بقاياها ..
ماذا لو كانتْ أواخر كل البهجاتِ أوائلها .. ماذا لوْ بقيَتْ أوائلَ؟
ماذا لوْ كنتَ الحلم وصرتَ الحقيقة
يا كَلْبي ..اكتشفتُ أخيراً أنني لا اجيدُ دفنَ الغابرين ...هلْ أنتَ مِثلي؟!
سميحة التميمي
شاعرة وأديبة أردنية مقيمة في الإمارات،
صدر لها "ملحمة العطش" ديوان شعري مطبوع عن دار فضاءات.