نصوص أدبية

صباح عيد اﻷمهات

MM80إهداء

ﻷرواح شهداء سلمية السبعين

 


 

صباح عيد اﻷمهات / أمل قاسم

 

سبعون وانفطرت سماء الرب غاضبة

يمزقها استياء سبعون

وانتفضت ملائكة السماء

أدمت لهول سماعها

حتى عيون اﻷنبياء

دقت نواقيس الكنائس

واعتلى صوت اﻷذان مكبرا حد الفضاء

***

 

سبعون وامتزجت دماء محمد بدم المسيح  بلا رياء

صمت مسامع أهلنا

حتى أحل بأذن معتصم الصواء !!

سبعون قد مات الضمير بلا حياء

***

 

سبعون أمّا ياسلمية قد بكت

واليوم عيد وصدى الحداء

يشق أردية السماء

ويستزيد سبعون أختا أو يزيد

نادت بأعلى الصوت

مزقت الوريد رحماك يا ألله

قد أودى بأهلينا العبيد من أهلنا

من شرقنا جاؤوا ومن غرب الحدود

من يعبدون القرش والدوﻻر

تجار غلاة وبشرعهم قد حللوا ما حللوا

وبلا قيود

***

 

الفجر يصحو باكيا

والشمس أطبقت العيون

بكى السحاب من هول كارثة

جبين المجد كم يندى لها خجلاً

وتفقده الصواب

***

 

رباه قد دخل البلاء بلادنا من كل باب

سبعون أما يا سلمية والبقية في انتظار

صوت البشير يقولها

يخزي المرار

***

اﻷم ترصد كل شارات اﻷنام هنا

وقد أعيا تنفسها اصطبار

وترى عيون اﻷهل

خلف الباب ترقب ذا الستار

في غرفة اﻹنعاش في المشفى

سيتخذ القرار

ليقول للأم الحزينة ما يخبئه النهار

***

 

إن كان بردا للحشا

أو كان ناراً تأتي المصائب حين تأتي جملة

ويحيك جبتها السماسرة الكبار

أما السرور سلميتي

فيمر في ألف اختبار

***

 

آه سلمية ثم آه

ثم آه بلد اﻹباء

وموئل السيف الكريم

وموطن بالعز كم باهى سواه

يا غصة في حلق أرباب السياسة والنخاسة

والسفاه

***

 

ياشوكة في عين تجار الحروب

وقلعة في وجه أعداء الحياه

دمت المنارة والحضارة

دمت عالية الجباه

وعلى ضفاف المكرمات

تراقص المجد الذي رويته بدم الشهيد

مطهرا ومعطرا

بدل المياه

***

 

سلميتي قد كان عيدا رائعا للأمّهات

عيد الربيع مضرجا باﻷحمر القاني

أتانا اليوم في أحلى السمات وسقيته

أماه نزف العين دمعا

والدماء الغاليات فلتلبسي

أماه ثوبا طرزته لك الحياة

***

 

هي حكمة قيلت قديما

ليس عيبا حين نكبو

إنما عيب كبير حين يغدو الكبو عادةً

أو بحكم المستدام

***

 

سلميتي

ستقوم بعد اليوم رافعة الجبين

تتوج بالفخار ذرى الشآم

وعلى المفارق والدروب

ترش عطر الغار في كل الزوايا للأنام

وستشرق الشمس البهية في الربا

وسينتشي ظل الغمام

وعلى ذرى هذي القلاع السمر يحتفل السّلام

***

 

زرع الفخار غراسه في أرضها

والله يهطل فوق أذرعها المطر

فالعلم يبدأ من سلمية مجده

والكل يعرف أنها

بلد الثقافة والحضارة

والشهادة والكبر

سلميتي لك التحية والعزاء

وﻷرواح الشهداء السّلام

 

سوريا..سلمية

 

في نصوص اليوم