نصوص أدبية

أنفاسُها والشباك

ينده بها ألاّ تتوارى فتواريه تحت رمال العسف. [حين رسمَ أولَ قبلة مغموسة ببراءة شفتيها وانسحبَ  منتصراً تهاطلت عليه أقواس  الشمس تُدبج لوحة الرومانس المُداف بأرائج القرون الوسطى .. تلك الاحتفائية المذهلة بالماحول  خروجاً من قيد المألوف / عدواً باتجاه قلاع الحرية / استبدالاً حوارات العيون بمفردات الشفاه .. ولم تقل له": ما بكَ تعتصر قلبي حتى تسحقه " .. كذلك لم تفـه بامتعاض يُترجم العَتب .. إنّما قالت: " كلماتُكَ كقبلكَ، مزيج من عسلٍ وارتعاش ." فعاجلها بضحكةٍ لها امتداد كركرات حفنة عصافير، يداعبها الفجر الرطيب ... وكان عليه أنْ يخبرها بـ " شيللي"، ويُسمِعُها سيلاً من شعره الروحي كتعبير من موجة رومانسية / سحريّة تلفّهُ،،، لكنّها أغمضت عينيها، وتمتمتْ جَذِلةً: كفى .. كفى] .. يُجاسد أيامَهُ بالتفكُّر، لائماً النفس بألسنة الحسرات، مُقلِّباً صفحات الأمس فلا يحصد سوى رسائل النائين، يُعنِّفونه بالأسف، ويدعون خطاه للقدوم .. يطالبونه بالذكريات الخوالي / بأحاديث الضفاف / بالأرائك التي كانت تضم شوق اللقاءات بينما  هو منشد للواحة والنخيل والوجه الذي ناجاه ألاّ يبرح "مدوين" .. [لملمَ أنفاسها، واحتوى بشباك أصابعه اللؤلؤ المنسكب من مرفأي بحريها الغريقين .. بعثَ إليهم يرجوهم أن يرحموه .. ومع أسطره المُسترحمة أردفَ قارورةً من هذا اللؤلؤ .. قال ضعوه في بوتقة مشاعركم ؛ وأضيفوا إليه من كيمياء عواطف قلوبكم ؛ ثم اخرجوا بدلالات بقائي . ستدركون انشدادي،،، وستحصد هي سنابل دهائها في تصمّغي إزاء صومعة ناظريها .. ولا أدري إنْ كنتم ستقتنعون أم سترددون تذمراً: كفى .. كفى .] ..

   قطعوا عنه الإجابات مُستميلين إلى الصمت، أو ربّما الاستهجان، أو ربّما اعتبروه من قطيع المتخلّفين / اللاهثين خلف سرابات السذاجة والبَلَه، فيما هيَ بكل سكاكين الواحة قطعت حبال انشدادها إليه ؛ مُستجيبةً لنداء البوادي،،، فإذا الزغاريد تفتضُّ سماء ذهوله ؛ وإذا الحنّاء يشيع شذاها مُستعمراً الفضاء؛ وإذا النداءات ترتدي معاطف الرماد، ونجواه تتعثّر بأرجلٍ عمياء ؛ وإذا به يبعث إليهم ليطلعهم بخطل قراره، راجياً أن ينجدوه ولو بنفحةٍ من رمال المواساة .

 

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1265 الاربعاء 23/12/2009)

 

 

في نصوص اليوم