نصوص أدبية

هدأةٌ متوقّدة

jawadkadom gloomزيــتـونة تبغــي السـلامَ

نُحيــطها غـصنا ورنـدا

 


 

هدأةٌ متوقّدة / جواد غلوم

 

وحــدي أنــا فــي غــرفــــتـــي

أحـسـسـتُ فـي الأعـمـاق وقْــدا

زنْـــزانــــتــي حــــرّيّـــتــــــي

شــيـخــوخـتي حــضنـا ومهـدا

نَــسْــلي ومــنـبــت خــافـــقــي

وحــلـيــلــتي شــرْعــا وسـعـدا

كــانــوا فــضــاء مــحـــبــتــي

وشــجــاعــتي سـيـفـاً وغــمـدا

وصــديـــقـــتــي ومــلاعــبــي

ومــشــورتــي حَــلاّ وعــقـــدا

بَــحـري وبَــرّي فـي الحــيــاةِ

نَــعــيـــشــهـــا جــزْرا ومـــدّا

مــابــيــن نـــأيٍ أو وصـــــالٍ

هـــكــــذا لـــقْـــيـــا وصَــــدّا

يــومــاً عـلى شــــوكٍ نــنــامُ

وتــنــتهـي الـليـلاتُ ســهـــدا

أو تــارةً بــيـن الــحــريــــــرِ

ونـنْـتـقـي فـــرْشــا ومــهْـــدا

بــحــبــوحــةٌ بـعـضُ الحـيـاةِ

نَــعــيــشــها تــرَفــا وزهـــدا

فــعــلامَ نــخــضـــعُ للبــغِــيِّ

نَــخــافـــهُ ونُـــديــــر خَـــــدّا

خُـــلــقَ ابــنُ آدم ســـــيّـــــدا

فــي الارض لا يشـتــاق قـيدا

فانــشر سلامــك فـي الـربوعِ

أضـــفْ لـــهُ حــبّــاً ووجـــدا

واضـحــك اذا عــمّ الـجــوى

واهــنأ اذا ســامـرْتَ هــنــدا

مــمـشــوقـةٌ كـالــخـيــزرانِ

حــبــيــبــتي هــيـفــاءُ قـــدّا

لا تــبْـــكِ تــيــمـاء العِــدى

وتــنـوح ان فـارقـتَ نجــدا

كــلّ الــنســاء ســكــاكــــرٌ

ونـــذوقــهـــا شهـدا وقـنْدا

مـنهـــنّ أمـطــار الــرواءِ

تــجــيـئــنا بــرقا ورعــدا

تسقي الـنفــوسَ مباهــجـاً

فــي فــيضِـها مـاءٌ تـبدّى

نــبــقى نــهـلــلُ للـهــوى

ونــطيــعُــهُ عــينا وخَــدّا

حــتى اذا نـهَـــك الــفؤادُ

ولــم نجــدْ مـن ذاك بُــدّا

فابــحـثْ ولاتــكُ جـامـدا

سـعيا لها أحرى وأجـدى

كـن للانــاثِ وصـيـفَــها

فـمع الجمال تصير عبداً

واملأ لـسانــك حـكــمــةً

لا تبـتغي مـقْـتا وحــقــدا

إني لأعجـب من قــلوبٍ

تـمــتــلي نــارا ووقـــدا

أيديـهمُ تُــذكــي اللــظـى

مسكتْ بها حجرا وزندا

عوضا على نشر الأقاحِ

عــريشةً تصطـفّ وردا

زيــتـونة تبغــي السـلامَ

نُحيــطها غـصنا ورنـدا

حــتى تـكون حـيـاتـــنـا

في ريِّـها أصفى وأنـدى

قــسَــما بــكلّ مـقـــدّسٍ

لا أبـتــغي نِـدّا وضــدّا

فالـناس عــندي واحـــدٌ

خُلقوا معا شرعا وعهدا

رســخـوا السـلام مسلّةً

مــذ قــدّمـوا لله وعْـــدا

لكـنما الشــرّ اللــعــيــن

يُــقــيّــد الانسـان قــيْدا

وكراهة تُغـلي الصدورَ

لتـخــنق الانــفاسَ شـدّا

 

في نصوص اليوم