نصوص أدبية

رئة البياض

yasamyna hasybiفعيون الرؤى..

ظلال تنام تحت نافذة القيظ!

 


 

رئة البياض / ياسمينة حسيبي

 

كفرتُ بِـ "كيفماهُمْ" في دلالة الحال..

بـالظلال حين تستعصي على الثّنْيِ،

بالهواء الذي قصفني بغارب الشرق

فبلغتُ سنّ الــرّشــد..

بين رصاصتينِ ووطنٍ يستهجن إســمِـي!

سأتبنى المتاهة

وأشقّ دمِــي نِـصفيْن لِـتعبُــرَنِــي،

لِـتقومَ - وللمرة الأخيرة - من جسدي

هيكلا هائج الدماء

وتُعِـيـد ترتيب ردْهـــة الــروحِ.

فأنا امرأة وحيدة الجدوى

كهمزة على السّـطر

أهمّز انفعالي لأحصد شظاياي

لو نظَرْتني بعيْن الجرحٍ لعَشِقْتَ عصيان دمي!

ربما جرفتني سيول هاجسكَ في صوْلة المٓــاءِ

فعشقتُ التراب بحسرةِ السؤْددْ

وربما لممتكَ غبارًا في ريحي

وكنتُ الحمامة في جرح الهديلِ!

أيدخلني طارئ من فُتُـــوقِ الجرح..

يسأل الذي استأنفه "الغريب" في كليل التعب؟؟

لقد استفذتكَ بتقاي.. وها هو ظلي المباغت

مدن مدبّبُة الحضن كشفرة في كفّ تقِيّ!

ولا شاهد.. سوى الذي أشعل الأفئدة اتقاداً

فعيون الرؤى..

ظلال تنام تحت نافذة القيظ!

ودمعة عالقة بِدلاء الوصل

فكيف أغزل بِزة روحكَ معطفاً..

وما لي سوى نسيج الحزن جديلة!؟

أدري تنهش الأظْفار رئة البياض

وتندلعُ النيران في قشّ الثلوج!

لكن السماء تكعّبت من فرط رعيدكَ،

وبوْصَلَتي تعصف بدفّـة السحاب

تعرف روحي الفازعة منّي،

الفاغرة كضرير في عين الشمس

أفْـتحُ قناة "الأعراب" فتقذفني الأجساد،

وتقْـرعني بـِالــعاجل من "بائِتِ" الأخبار

كَــفَـرتُ بسريرة التراب

أيها المباركُ بحجر الرجم!!

 

في نصوص اليوم