نصوص أدبية

مَـدائِـنُ فـصـحـى مِـن حَـبْـوى الى مُـنْـتَـهـابــاد

jamal moustafaفـتـوجـانُ لـيـستْ غـيـرَ سـوق ٍ كـبـيـرة ٍ

وكَـرْمى رواج ِالـسوقِ عَـقـلَـنَـتْ العـنـفـا

 


 

مَـدائِـنُ فـصـحـى  

مِـن حَـبْـوى الى مُـنْـتَـهـابــاد

(دلـيـلُ الـمُسْتَـطـْـرِق)

جـمـال مصطـفى

 

مَـصَـبّـكِ قَـبْـلَ الـمـاءِ يهْـجـسُــه ُ غَـرْفــا

ونـهــرُكِ مُـنـذ الـبَـدْءِ  يَـحْـرسُـه ُ جُـرْفـا

 

يَـتـوقُ ويـبـقى الـشـوقُ حَـبْـلا ً يُـطـيـلُـه ُ

ألأيٌ  وبَـعْــدَ  الـلأيِ ِ، لأيٌ  ولا هَـيْــفــا

 

أتُـخـفـيـكِ أثـواب ٌ عـن الـعـيـن جـوهــراً

أم  انّـكِ  يـا هـيــفـــاءُ  وردتُـهُ  الأخـفـى

 

أمـا  كـانَ  بـل  مـا زالَ  قَـيـّـافـَـك ِ الـذي

يُحاورُ يـاءَ الـ(أيـن)، يَـجـعــلهـا  كـيْـفـا

 

كـأنّـكِ  يـا ( حَـبـْـوا ) هُ  بـوْحٌ  مُـلَــثــَّـم ٌ

يُـشيـرُ: هـنـاك الـبـدرُ مُـكْـتَـمـِلٌ  خَـسْـفـا

 

تَـلَـفـّـعَ  كـالـمُـنـْـسَـلِّ  وانْـبَـتّ َ سـائـحــا ً

الى آخِـر الـتـنجـيـم ِفي الـفَـلَـك: الـمـنْـفى

 

الى ( عَـنْـعَــنـاتٍ) طــالَ  خـيـط ُ رواتـِهـا

تُسافـرُ عـيـنُ الـقـلـب تَستـكـشفُ الـزيْـفـا

 

إذا امتـدّتْ الـصحراءُ، (نَـبْـعـاءُ) واحـة ٌ

وفـيـهـا يُـبـاعُ  الـمـاءُ: تـنـزفـهُ  نـزفــا

 

وصـولاً الى (لـُغـْـزى) ولـُغـْـزى قـصيـدةٌ

حـرائـقـهـا الـشعْـواء ُ لـيـسَ لـهـا إطـْـفــا

 

هـنـا  يَـغــبـِطــونَ   اللهَ   كـلَّ  قـصـيــدة ٍ

وإمْـعـانُـهُـمْ في ذاكَ  يُـرهِـفـُهـمْ ضـعْــفــا

 

يَـبـيـتُ مَـجـوسـيّــاً  ويـصـحـو  بـنـارهـا

سـؤالٌ ـ ـ كـأنَّ الـنــارَ  تَـدخـلـهُ  كَـهْــفــا

 

صعـوداً الى (صُعْــدى) وصُعـدى كـقِـبْـلَـة ٍ

عـلى جـبـِل الـرُهْـبـان ِ: كَـعْـبَـتُهُـمْ صيـفـا

 

أعـالي خـيـال ِالـوَعْـل ِ في غـابـةِ الـرؤى

تُـطِـلّ  عـلى  وديـان ِ  زلّــتــهِ   حَـتْــفــا

 

يُـنـاطِـحـُهـا  قَـرْنـاً   وتُـغــويـه ِ عُـشْـبَـة ً

ويُـرغـِـمُـهـا أنـفــاً  وتَـخـذلــهُ  ظِــلـْـفـــا

 

يُـشـرِّقُ  تـغــريـبـا ً،  يُـغــرّبُ  شـارقــا ً

تَـقـاذفَـه ُ الأيـّامُ ــ مُـسْـتَـطـْـرِقـاً ــ قَـذفــا

 

الى الـشرْق إذ (نُـغــمى) ونُغـمى جـزيـرة ٌ

كـأنَّ بـهــا لـلـريـح ِ  في  قـصَـب ٍ عَـزفــا

 

هـنـا شعـراءُ الأمْـس ِ، أسـمـاؤهُـمْ  عـلى

زوارقِـهـا الـزرقـاء ِ في مائِـهـا الأصـفـى

 

إذا أطـبْـقَ الـمُـحّــارُ: نُـغــْـمى  بـعــيـدة ٌ

وتَـدنـو إذا  الـبَـحّـارُ  رَتَّــلَــهـا   زُلــْـفـى

 

(حُـلَـيْـمى) الـتي: قَـيْـدُ الـبـناء، قـديـمة ٌ

مُهـنـدسُهـا  لـلـبـحـر نـاذرُهـا  وَقــْـفــا:

 

يُـشَـيّــدُهـا  رَمْـلاً،    قـُـبـالَــة َ مـائِــج ٍ

يَـمـدّ  لِـســـانـاً  ثـمَّ  يَـنْـسِـفـها  نَـسْـفـــا

 

(غـُجَـيْـرى) كـتَـرحالٍ غجَـيْـرى كخـيـمـة ٍ

زمـانُ كَـفـافِ الحـال يَـنـصـبـُهـا  ظـرْفــا

 

غُجَـيْـرى بَـقـايـا الـوشْمِ، لـصّ ُ خَـواتِـمٍ ٍ

غـنــاءٌ لـوجــهِ  الله ِ،   قـارئـة ٌ  كـَـفــّـا

 

الى (سُـرَّ مَـنْ أسرى) و عـادَ  كـهُـدْهُــدٍ

بِـبَـلـقِـيـسِـهِ  واللـيـلُ  مـا زال إذ أضـفـى

 

عـلى الـوقـتِ لا وقـتـاً على الـضَـمّ  شدَّة ً

عـلى قـدِّهـا الـمـقـدود ِ  قـبـلـتَـهُ الألــفــا

 

على الـشكّ لا ريْـبـاً، على الـمـاء نَـكهـة ً

ويَـطـعـنُ في الأسحـار طـعـنَـتـهُ  الأوفـى

 

يَـمـرّ على (تـوجـانَ )، سـيـّـان ِ عـنـدَهُ

أتـوجــانُ  قـُـدّامـا ً  تُـلـَـوّحُ أو  خـَلـْــفــا

 

فـتـوجـانُ لـيـستْ غـيـرَ سـوق ٍ كـبـيـرة ٍ

وكَـرْمى رواج ِالـسوقِ عَـقـلَـنَـتْ العـنـفـا

 

تُـريـدُ شـراءَ الـجِـدِّ،  ذاك   صـنـيـعُـهـا

تُـريـد شراءَ اللّهـوِ، مـا اكـثـرَ  الـقـصْـفـا

 

هَـفـوْتَ الى (نَــوْفٍ)، ونـوفٌ  مـنـيـعـة ٌ

قد اختَـصَـفَـتْ بالـسوْر واسْتترَتْ خصْـفـا

 

تَـدورُ ويـبـقى الـسـورُ  بـيـنـكـمـا  لـظـى

وكـلّ مُـنـاهـا  كـانَ: تَـدخُـلـهـا  سـيـْـفــا

 

تُـكَــوِّمُـكَ الأقــدارُ  ريــشـــا ً   كَــتَــلّــة ٍ

فـيـنـتـفـض الـمـنـقــارُ، يَـنْـدفـهـا نَـدْفــا

 

(أزامـيـلُ) في وادي الـرخـام:  قـبـابُـهـا

سَـمـاويّـة ٌ تَـحـْـتَ الـمُـطـلِّ  وقـد  ألـفـى

 

هـنـالـكَ  نَـحّــائـيـل  يَـحـنــو  مُـجَــنّـحـاً

مُـكِـبَّـاً مـلاكُ الـنـحـتِ يَـصـقـلُـهـا حَـفـّــا

 

عـلى الـدرب ضلّـيــلٌ  يـُـفــاكـِهُ  ظـلـَّـهُ:

تَـوَكّـلْ على الـضِلّـيـلِ لا تُوقِـفْ الزحْـفـا

 

(دُرَيْـشَى) سرابُ الـروح والـمَـدُّ صاعـدٌ

مَـنـازلَ  لـلأقـمـار، كَـمْ  قَـمَـر ٍ  خَــفــّــا

 

إلـيـهـا ... وفـيـهـا صـار  بَـدراً  مُـنَـزَّلا ً

تُـسـاهِــرُهُ  سَـكـْـرانَ : تَـضـربُـه ُ  دُفــّا

 

دُرَيْـشى انـسكابُ الضوء لـيلاً على الذي

يُـسَـبِّـحُ: حَـتى الآنَ  يَـقْـطـرُ مـا  جَـفّــا

 

(تُـبَـيْـغى) دخانُ الـكـيْـف مَـنْ حَـلَّ زائـراً

تُـعَـمِّـدُهُ  بـالـغـطـْـسِ في غـيْـمـة ٍ أنـْـفــا

 

(سَـجَـنْـجَـلُ) : مِـرآة ٌ، شـفــاءٌ مُـؤقـّـتٌ

مِن القـبْح ِ، بعـضُ الناس يقطـنُها مشفى

 

على الدرب كم (خلـباءَ) تَـخـلبُ عابـراً

وعـن (منـتـهى آبـادَ) تَـصـرفـهُ  صَـرْفـا

 

غـُـرسْـنَ عـلى الـصوبـيـن وردَ غـوايـة ٍ

وكُـنّ ولــمّـا  زلـنَ في  فـتـنـة ٍ  حِـلـْـفــا

 

طريـقُ (حَصى الـفـيروز) ضربُ مِلاحة ٍ

إلى جُــزُر ٍ عـذراءَ،  تــأخـذهُ   زَفــّـــا

 

إلى (زاجِـلاء) الأمْـس ِ، كـانَ حَـمـامُـهـا

رسولَ بنـاتِ الحِـبْـر، يُـوصِـلُهـا خَـطـْـفـا

 

تُـذهّـِـبـُـهُ الـشـقـراءُ   ريـشـاً  مُـجَـنّـحـاً

يـطـيـرُ إذا مـا هَــمَّ   شــانِـــؤهُ   نـتْــفــا

 

فَـراراً الى (رَنـْـثـى)  و رَنـْـثى لَـبـيـبـة ٌ

تَـروزُ بقـلب العـقـل ِمَـن هـربـوا  خـوفـا

 

أيـا قـاصـداً (فـُقـْـدى)، أَمامَـكَ لـن تَـرى

تَـلَـفـَّـتْ تَجِـدْ (فـُـقـْـدا)كَ غـاربةً ً طـيـفـا

 

وفـُـقـْـدى صدى عـينـيـك انـتَ دلـيـلـُهـا

الى طـلَـل ٍ تَـرضـاهُ  مِـنـكَ لـهـا  وصفــا

 

عـبـورُ قـطـار اللـيـل ِ أقـواسَ جـسرهـا

لِـتَخـتـارَ:هـذا الـنصفَ أم ذلك الـنِـصْـفـا

 

عَـشيّـاتُها والـرقـصُ والـنـايُ  والـرؤى

يَخـفّ ويَنسى الأرضَ راقـصُهـا الأحـفى

 

(قـُـشَيْـرى):قـشَيْراتٌ على الدرب حيثما

تَـلَـفَـّـتَ، طِـبْـقَ الأصل منها تَـرى صَفــّا

 

وقـال دلـيـلي الـشيخُ : مفـتـاحُـك الـعَـمى

فـقـلـتُ : ولـكـنْ، قـالَ  مُـبـتـعـداً : أُ ُفـّـا

 

(جُـذيْـمى) بـلا  دربٍ  هـنـاكَ، بعـزلـة ٍ

وتـرْسفُ بـالأدغـال مِـن حـولِـهـا رَسْـفـا

 

ومُـرتـادُهــا  - لا بُـدَّ مـثــلَ  نـزيــلـِهـا -

يَـشـقّ مِـن اللادرب دربـاً ولـو عَـسْـفــا

 

جُـذيْـمى كجَـوْز الهـنـد ِ، أبـيـضُ  لـُـبّـُهـا

تـفـيـضُ على مَـن صار داخـلَها عَـطـْـفـا

 

جُـذيْـمى لـمَجـذومـيـنَ:عَـدوى قُـروحِهـم

تُـداوي جُذامَ الـنفس مِـن فـرْطِهـِمْ لـُطـفـا

 

(فـُـرادى) إلـيهـا الـناس، كُـلّ ُ  مُرادهِـم

عـسى أن يَـرى كـلّ ٌ هـنـاك  لــهُ  إلــفــا

 

(فـُـرادى) لـهـا  مِـن  كـلِّ  زوج ٍ هـديّـة ٌ

على ديـن ِحـبِّ  الحـبِّ، واجـبة ٌ عُـرْفـا

 

تحـومُ عـلى  (حَـتّى)،  أأنـتَ  مُـقــامــرٌ

و(حتّى)، الحُـفـاة ُ اليـومَ تَـغـلـبُهُـم خُـفـّـا

 

قـلـيـلـون في (حَـتّى)، كـثـيـرون أهـلُهـا

يُـدحـرجُـهـم كـالـنـرد لاعـبُـهـا  الأكــْـفــا

 

يُــنـاسـبـُهـــا الـقــرآنُ  حَــمّــالَ  أوْجـُـه ٍ

وتَـلـعـبُ  بـالـصلـبـان ِ: تعـقـفهـا عَـقـفـا

 

يـسيـرُ- كـمـا  شـاءتْ - أسيـرُ طريـقـِهـا

طـلـيقـاً يَغَـضّ الـطاءُ عن عينها الطـرْفـا

 

(عُـصارى): خـلاصاتٌ وفـنٌّ وسـمـعـة ٌ

وغـابـاتـهـا   أوقـافُ سـادنـِهـا  قـطـفــا

 

صَـيـــادلــة ٌ   أبـنـاءُ عـطـّـارِهــا  الـذي

تَـعَـهَّــدَهــا  شَـمّــاً،  وهَـذبّـَهـا رَشْـفــا

 

فـكـلّ ُ طـيـوب ِ الأرض مـنهـا  زجـاجـة ٌ

وكـلّ ُ نـبـيـذ ٍ راقَ،  في  دنّـهـا  أغـفـى

 

ومنهـا الى(هـيهـات)،هـيهـاتَ لـن تَـرى

طـريـقـاً الى (هيهات) هـيهـاتـُكَ الأجـفى

 

فـذرْهـا الى (بُـعْـدى) و بُـعْـدى كـظـبـيـة ٍ

مُـغَــلّـَقـَـة ِ الأبـواب ِ لَـم تَـلِـد ِ الـخِـشـفـا

 

على سُـدُم ٍ والـضـوءُ  يَـلهـثُ  خَـلـْفَـهـا

بلـمـحـةِ عـيـن ِ اللهِ مُـستَـبـِـقــاً  سَـوْفــا

 

الى صـمتهـا الـعـرْيـان ِحـيث اشتـمالهـا

عـلى مُطـلَـق ِالأسرار مرفـوعـة ً سقـفـا

 

سُـبـاعـيّـةُ ُ الأبـعــاد ِ، إكْـلـيـلـُـهـا  عـلى

عـروس ٍ مِـن الأضداد شـفَّ ومـا شـفـّـا

 

كـ(هـيهات)( بُعْـدى)لا سـبيلَ ولا صُـوى

وطـوبى لـمَـنْ بـالحَـدْس راودَها كَـشفــا

 

بِـ صُـرّة ِ -ماذا بعْـد؟-، يَـمُّـمْـتَ حافـيـا ً

تُـلـبّي نـداءَ الـريح ِ يا نـورسَ الـمَـرفــا

 

حنـيـنـاً الى (رُجْـعـى) يُـعـيـدُك  طـائـرا ً

وَوَصْفـُـكَـهـا الـمَـلهـوفُ ألّـهَهـا  صِـنْـفـا

 

ظـننتَ ترى (حَبْـوى)، رجعْـتَ فـلـمْ تجدْ

سوى خـيْـبـةٍ خـيـْـباءَ، خـاويـةٍ عَـجْـفـا

 

الى (مُـنـتهـى آبـادَ) حَـرّى، عـيـونُهـا

تُـشيّـعُ  مَـذروفـيـنَ: تَـذرفـهـمْ  ذرْفــا

 

وذاكَ اغـتـسالُ الـفـاء بالـفـاء ِ،بـحـرُهـا

طـويـلٌ بأمْـر الـوحي والـوحيُ مَن قـَفـّى

 

مَدائـنُ فـُصحى ....

الـروحُ يا مـا  تَـلعْــمَـثـتْ

ودقـّـتْ عـلى الأبـواب ِ يـافـعـة ً، لَهْـفـى

 

تَـرى إذ تَـرى  بـابـاً، وضـادُ  ضبــابــه ِ

على الـبـاب  لا تـدري أيَـقـبـلـُهـا ضـيْـفـا

 

تَـريّـث ْ ولا  تَـنْـزلْ،  هـنـاك  كـرافــل ٍ

تَجَـرَّدْ مِـن الأصفـار واستـكـمِـلِ الحَـذفــا

 

فـمـا  (مُـنـتـهـى آبـاد)  إلاّ  انـعــطــافــة ٌ

ولا دربَ بَـعْـدَ الآن:  ثـعـبـانُـهـا الـتَـفـّـا

 

في نصوص اليوم