نصوص أدبية

من سيرة الفصول

jawad wadiأما تعلمينَ أن النهاياتِ

كلها تِؤولُ للموتِ؟

 


 

من سيرة الفصول / جواد وادي

 

1

توارتِ الوردةُ

ما أن اقتربتْ من الفراشةِ

فحدثتِ المعصية.

 

2

الطيرُ الونيسُ

لا يرهبهُ صوتُ الرصاصِ

ما دامتِ الزهرةُ

تراودهُ عن رحيقها.

 

3

لا تتغيرِ الفصولُ

إلا إذا تغيرتْ

ألوانُ الزنبقةِ

المزججةِ بالماءْ

 

4

ما أن يستيقظَ القندسُ

من غفوتهِ

حتى تهيم الأشجارُ

مفتونةً بهِ.

 

5

لماذا كلُ هذا العنادِ

أيتها الريحُ الهوجاٍءُ

أما تعلمينَ أن النهاياتِ

كلها تِؤولُ للموتِ؟

 

6

يهيئُ النهرُ لعرسهِ

النخلةَ لتعطي ثمراً طيباً

فترتدي الفسائلُ

أثوابَ الزهوِ المفضضِ بالأزاهيرْ.

 

7

ما أن يسقطَ الضوءُ

على الليلكِ الوديعِ

حتى يدعو الزنابقَ

لرقصة الوداع.

 

8

كمْ ناديتُها

فلم تُعرْ

ما أشارتْ لها الأصابعُ بالبقاءِ

في خطوطِ اليدِ الواحدةْ

 

9

تتشابكُ الأيدي بالترحابِ

لكنَّ القلوبَ تضمرُ غضاضةً

فمن يبغضُ من؟

 

10

كلّما تناثرَ الزجاجُ

رفعوا شاراتِ النصرِ

وبدأتِ الأهازيجُ

 

11

سعادةُ العشبِ

بعشقهِ للماءِ

لكنَّ الأقدامَ البغيضةَ

هي من تُنسيهِ فرحه.

 

12

الأفراحُ بعرس الوردةِ

لا تعرفُ الصمتَ

حتى ترى المولودَ الجديد

 

13

من يحصي جحافلَ العاشقينَ

من البشرِ

والشجرِ

وهمس الشفاه؟!

 

14

ماذا يفعل العشّاقُ

في العتمةِ؟

وماذا تسرُ سحناتُهم

عند انبلاجِ اولِ

خيوطِ الفجرِ؟!

 

15

مَنْ مِن الفصولِ

يكسبُ أعلى الاصواتِ

إذا ما حلَّ

وقتُ الاعلانِ عن الحقيقة؟

 

16

مَنْ يزاحمُ الطيرَ

في علوهِ...

لا يسمعُ زقزقةَ العصافيرِ.

 

17

كلّما كانتِ الزهورُ

أكثر ألفةً مع الفراشاتِ

تعاظمَ مذاقُ الشهدِ.

 

18

ما أن يهدأْ غيظُ الريحِ

يتراقصُ النسيمُ

فرحاً بالسكونْ.

 

19

وداعةُ الفراشاتِ

أنها لا تحملُ

قلوباً سوداءَ

كما البشر.

 

20

عادةً ما يبحث الطلُّ

عن حضنٍ دافئٍ

لهذا...

فهو يعشقُ زهرةَ اللوتسْ.

 

في نصوص اليوم