نصوص أدبية

مَا أَعْجَبَ اللَّيْلَ يَمْشِي دُونَما أَلَمٍ

malik alwasetiتَسْرِي هِيَ الرُّوْحُ في إِشْرَاقِهَا وَجَـعٌ

تَغْتَاظُ مِنْهُ عُطُورُ المُسْكِ وَالغَسَقَا

 


 

مَا أَعْجَبَ اللَّيْلَ يَمْشِي دُونَما أَلَمٍ / مالك الواسطي

 

قَدْ لِمْتُ قَلْبِي فَزَادَ العِشْقُ لي أَرَقَا

وفَـاضَتِ العَينُ دَمْعًا عِطْرُهُ عَبِقَا

وصَـارَ لَـيْلِي نَـهَارًا لا نَــهَـارَ بِـهِ

أَشْكُوْهُ طُـوْرًا وَيَشكُونِـي فَـنَفْتَرِقَا

وَعُدْتُ أَرْفُلُ في الأَحْزَانِ مَا بَقِيَّتْ

مِنْهَا القَلِيْلُ وَفِيْهَا ضَاعَتِ الطُّرُقَا

مَا عُـدْتُ أَذْكُـرُ إِلا مَـا بَـدَا أَلَقًا

في الخَــافِقِيْنِ يَسُوقُ الهَمَّ وَ القَلَقَا

مَالِـي إِذَا دُقَّ بَـابُ البَيْتِ أَنْتَفِضُ

بَيـْنَ الجَوَارِحِ جُـرْحًا خُـلْتُهُ نَفَقَا

يَسْرِي مَعَ الرُّوْحِ مَا يَنْفَكَ في نَكَدٍ

مِـمَّا تَـدُقُّ بِـهِ الأَيَّـامُ مَـا عَـلِـقَا

حـَـسْبِي أَرَاهَا بِـحُلْـمٍ لا يُفَـارِقُنِي

حَتَّى إِذَا جـُـنَّ هَـذَا اللَّيْلُ وَاِنْطَبَقَا

كَانَـتْ بِعَيْنِـيَّ طَيْفًا سَاقَـهُ الـقَدَرُ

يَمْشِي بِرُوحِي كَمَا الآمَـالِ وَالخُلُقَا

مَا أَسْعَدَ اللَّيْلَ فـي لَيْـلَاءِهِ قَـمَرٌ

خَفَقَ الفُؤَادُ لـَهُ في ظِـلِّهِ نَطَقَـا

مَنْ يُنْهِضُ النَّوْمَ في عَيْنِيْنِ قَدْ هَجَرَتْ

بَيْنَ النِّجُوْمِ نُعَاسًا طَـالَ وَاِنْسَحَقَا

عُـوْدِي إلـيَّ فَـمَا زَالَـتْ مَـرَابِعُنَا

تَأْوِي الجَرِيْحَ وَيَشْدُ مَـاءُهَا العَذِقا

مَا كُنْتُ أَعْرِفُ إِنِّي فـي مَحَبَّتِكُمْ

أَشْكُو التَّجافي وَيَشْكُو عِلَّتِي الشَّفَقَا

تَنْأُوْنَ عَنِّي وَيَبْقَى القَلْبُ مُنْكَسِرًا

وَالعَيْنُ تُرْقِبُ مَـا لِلْبَابِ مَا طُرِقَـا

مَا أَعْجَبَ اللَّيْلَ يَمْشِي دُوْنَمـا أَلَمٍ

كَأَنَّـهُ المُوْتُ فِيْـهِ الحُبُّ مَـا خُلِقَا

مَا بَاحَ قَلْبٌ بِـأَسْرَارِ الحَبِيْبِ وَمَـا

نَطَقَتْ جِرَاحِي بِحُبٍّ فِيْهَا قَدْ وَثِقَا

ظَلـَّتْ شِفَـاهِي تَـلُوكُ المُرَّ في دَعَةٍ

وَمَـا أَبَـاحَتْ بِـقُـوْلٍ مُـرَّهُ عَـلِقَـا

تَسْرِي هِيَ الرُّوْحُ في إِشْرَاقِهَا وَجَـعٌ

تَغْتَاظُ مِنْهُ عُطُورُ المُسْكِ وَالغَسَقَا

وَفِـي لَيَالِيْهِ يَبْقَى الحُزْنُ لـي وَطَنًا

فِيْهِ سَكَبْـتُ دُمـُوْعَ العَيْنِ مُتَّسِقَا

قَالُوا: صَبَبْتَ وَمَا لِلصَّبِ مـِنْ أَمَلٍ

يُشْفَى وَيَسْكُنُ دَارًا تَاهَ في الأُفُقَا

قَدْ لامَنِي البَعْضُ في حُبٍّ كَوَى كَبَدِي

فِيْهِ التـَّجَلُّدُ يَـأْتِي الـمُوْتَ مُخْتَنِقَـا

مَالـي لِبَغْدَادَ قَـدْ أَضْحَتْ مُعَلَّقَةً

بَيـْنَ الـعُيُونِ صَـبَاحًا لَيْلُـهَا قَلِقَا

تَبْكِي عُـيُونِي عَـلَيْهَا وَهْيَ غَـافِيَّةٌ

فِي القَلْبِ حَتَّى جِرَاحِي زَارَهَا الأَرَقَا

 

في نصوص اليوم