نصوص أدبية
زهور المواجع
خاب الذي شنق البهاء جهالة
وقد افترى حب الأزاهر وادعى
زهور المواجع / عبد العزيز ابوشيار
همست زهوري فما عسى أن أسمعا
وبها فتنت وكيف لي أن أمنعا؟؟
ألق الجمال يشع ملء جفونها
قلبي انكوى من شكوها وتصدعا
باتت تناجي النجم في همساتها
وتجود من عبق الشذا ما أروعا
نظرت إلي عيونها في حيرة
سكنت ترائب مهجتي والأضلعا
أودعت شوقي بين نبض عروقها
فتوقدت أنفاسنا كنا معا
وتنهدت تنهيدة حرى كأر
ملة الرصافي قد عناها المرضعا
وألفت منها في الصباح تحية
إلفا على عرش الفؤاد تربعا
هي كالحسان تراقصت أعناقها
حمل النسيم عبيرها فتضوعا
فكأنها والطل يقطر فوقها
عين بكت دررا وليس الأدمعا
أرهفت سمعي لهمسها عانقتها
فتحرق القلب الحزين وما وعى
ثم انحنت ولقد تكسر جيدها
وتأوهت شهقت أنينا مروعا
قالت وقد رأت اصفرار خدودها
أو كيف ألقى ذا المصير المفجعا؟
وهل اجترحت جناية أن أعدما
مالي أنا ولنزوة أن أقطعا؟؟
جاوبتها والنار بين جوانحي
في باقة خان العهود وضيعا
إن الذي يجني الذبول غضاضة
قد رصع من وهمه ما رصعا
خاب الذي شنق البهاء جهالة
وقد افترى حب الأزاهر وادعى
ولك الدقائق والثواني أنفسا
ليكون عرضك في الموائد مصرعا
جودي بدمعك يا زهور مواجعي
ثم اشهقي دمعا أنينا موجعا
وخذي من الأنفاس آخر عهدها
كمسافر شد الرحال وودعا
جودي بدمعك يا زهور مواجعي
فأنا كمثلك سوف أرحل مسرعا