نصوص أدبية

حفلة ارق

ban diaahabibالريح في الحديقة ما تزال تحتفظ بالاصوات والضحكات واريج العطور الغالية والكراسي افلتت من انتظام اصطفافها وبقيت تتهامس بقصص الليلة الحافلة، اعقاب السكائر قبعت بغيض مع قشور الفاكهة المستوردة تستمع للسكون يعزف بامواجه معزوفة جديدة، صراصر الحقل فقط لونت الاصوات المكتومة بنبراتها العالية

كانت الاضواء تتابع انطفائها حتى الوشل فقد انفضّ الحفل الساهر منذ ساعات وآوى الجميع (السادة والخدم) لأسرتهم بلا نقصان

وفي إحدى غرف الدور الثاني كانت عينا الملياردير المستلقي بلا نوم تصرخان غيضا تحت جفونه المنتفخة فالأستاذ (رفيق) اخبره وهو يقطع قطعة اللحم بالتوابل الهندية المتنصفة الطبق الضاجّ بالألوان بلا رحمة، أن أسهم شركة (عظيم بك) حققت أرباحا هائلة هذه المرة مما سيجعلها تتقدم على شركتهم بمراحل وعلى الضفة الأخرى من سرير الشوك كانت عينا زوجته السيدة (لباب) تدمعان حنقا لأن ابنتها الوحيدة لم تستمل ابن الجنرال (حازم) كما فعلت الساذجة (هدى) ابنه السيدة (عالية) ورغم انها لا تعرف من اصول الاتيكيت ما يعينها على فهم ان الانسة يجب ان تشبك (بروش) الورد في عروة ثوبها بالمقلوب لا كما تفعل هي ، كان ابن الجنرال جليسها كل الوقت.

في الجناح المقابل كانت (سارة) تتقلب على سريرها بخيبة وحزن ف(حنان سامي) ارتدت ثوبا بنفس تصميم ردائها فأحرقت المفاجئة التي أعدتها لاغاضة من دعتهن من زميلاتها في الكلية أما (ساهر) فقد كان يحترق كمدا في سريره فوالده يرفض استبدال سيارته هذه السنة بأخرى حديثة، وهو ما سيخفض رصيده من اعجاب زميلاته في الجامعه ويزيد من رصيد (وسيم ابن المقاول حامد).

وحدها (ساهية) الخادمة نامت وعلى شفتيها ابتسامة قريرة بعد أن غسلت أكداس الصحون ومسحت بهمة البلاط مرتين وتاكدت من اطفاء كل المصابيح ، ففي الثلاجة كيس كبير يحتوي بقايا الطعام الذي ستأخذه غدا لأطفالها الجياع

 

(القصة الفائزة بالجائزة الاولى في مسابقة د.فرج ياسين)

بان ضياء حبيب الخيالي

في نصوص اليوم