نصوص أدبية

الطّاؤوس

theyab shahenلَوْ أَضَعْتَ الصَّحَةَ فَكَثيراً أَضَعْتَ

لَوْ أَضَعْتَ الشَّرَفَ فَالكُلًّ أَضَعْتَ

 


 

الطّاؤوس / ذياب شاهين

 

الغّبَشُ عارٍ

وَأَنا بِلا ثِيابٍ

لَبَسْتُ بَدْلَةً فِضِّيَّةً

كَدَمْعَةِ أَرْمَلَةٍ

تَتَسَوَّلُ في

ساحَةِ بَيْروتْ

الضّوْءُ واهٍ

وَشُباكُ غُرفْتي رَنَحَتْهُ

عاصِفَةٌ مُنْتَشِيَةٌ بِصّفيرِها

عَقَدْتُ فَوْقَ قَميصي

رِباطاً أَحْمَرَ

كَدَمِ رَجُلٍ

اسْتَشْهَدَ تَوِّاً بِمُفَخَّخَةٍ

الَعَتَبَةُ تُعَفِّرُها أصْواتٌ

مُنْتَحِبَةٌ

وَضَعْتُ نَظّارَتي

السَّوْداءَ عَلى وَجْهي

مِثْلَ جُنْدِيٌّ يَوَّجِهُ

رَشّاشاً نَحْوَالمارَّةِ

يَتَجَوَّلُ بِهَمَرْ في شَوارِعِ

بَغْدادْ

الّشّوارعُ تَطُشُّ

ماءَها الكَسولَ

على قّدمَيَّ

تَأَبَّطْتُ آخِرَ دَواويني

لِأَوِزِّعَهُ

فِي مِهْرَجانٍ لِلشِّعْرِ

يّهِشُّ على فَمِي

الذُّبابَ

وَعِنْدَ بابِ القاعَةِ

التَقَيْتُ

نازِحَةً بِعُمْرِ الوَرْدِ

تُغازِلُ السُّحُبَ رَغائبُها

مَدَدْتُ يَديَ لجَيْبي

مِثْلَ طاؤوسٍ فَقَدَ

فَخامَتَهُ

لأَنْقُدَها شَيْئاً مِنْ

مالِ اللهِ

ضَحِكَتْ مِنّي

مُتْرَبَةَ المَآقي والشِّفاه

أَعْطَتْني وَرَقَةَ

وَقالَتْ لِي إقْرَأْ

يا فّرَسَ النَّهْرِ

فَقَرَأْتُ

بِصَوْتٍ أخْرَسَ فَرَحي

كانَ مَثَلاً صِينيّاً يَقول:

لَوْ أَضَعْتَ المالَ فقَليلاً أَضَعْتَ

لَوْ أَضَعْتَ الصَّحَةَ فَكَثيراً أَضَعْتَ

لَوْ أَضَعْتَ الشَّرَفَ فَالكُلًّ أَضَعْتَ

سَقَطَ الدّيوانُ مِنْ يَدي

كَما تَسْقطُ قِطَّةٌ

مِنَ الشُّرْفَةِ إلى الحَديقَةِ

وَاخْتَفَتِ الَبِنْتُ كَصَوْتٍ

في الزَّحامِ

وَرَجَعْتُ اِلى بَيْتي

كَعاهِرَةٍ تُجَرْجِرُ أَذْيالَها

وَحِين الْتّفَتُ وَرائي

رَأَيْتُها مِثْلَ نَجْمَةٍ

تُؤَشِّرُ

لي بِضفائِرِها الشَّقْراءَ

 

بغداد

‏الأحد‏، 04‏ كانون الثاني‏، 2015

 

في نصوص اليوم