نصوص أدبية

إلى والدي الحبيب

يحيى السماوي

قنطرة سماوية! / بلقيس الملحم

خاص بالمثقف

اقترِب..

والمس حروف قصيدتي

كل شيء فيها تركته دافئا

فنجان قهوتك

سيجارتك النحيلة

ضحكتك النادرة

وبضعة من روحك!

اقترب..

وستلسعك أصابعها الندية

أمسك شفتيك

لا تتكلم

إياك أن تصرخ

فالحرائق تتولى أمر دموعك

والموسيقى تدرك كم نحن ضعفاء أمامها

.

.

الحب العراقي قصة طويلة

كمخاض مريم

وصلاة أم موسى

كغريبين يشتمان وردة ذابلة!

.

.

لا شيء آخر أكتب عنه

هل يغير البحر طعمه؟

هل تُخطئ الأمهات قبور أبنائها؟

هل تحيا نخلة ورأسها يُجرُّ على اسفلت الغزاة؟

.

.

لا تذهب بعيدا

لا تترك هذا العراق يفترس وجعي وحدي

لا تذهب بعيدا واقترب

أَمسك علينا هذا الخيط الأبيض

قبل أن تنهض الديكة المريضة

فقد نسي العصفور قمحته عند النهر

قل لي، كم يلزم العصفور من زقزقة

كي لا يهاب فزَّاعة الدخان؟

لا تذهب بعيدا..

ستمطر هذه الليلة

ستطقطق آلاف العظام

ولا غير لهاث الليل يسمعها

.

.

اقترب..

وارمي رأسك على صدري

سيدب الرجاء في الصلاة

وتطير الحمامات العمياء

حتما ستحط على حائط بستان غريب

وتموت من فرط ضحكتها السوسنات.

.

.

اقترب ..

واترك هذا الصوت هادرا

سنبقى هنا

إلى أن يفنى آخر طقس من طقوس الانتظار

دعنا نكشف للعراق عن بعضنا

عن بعض، بعض جنوننا به

نطحن قلبينا طحناً

ولا نستريح برهة

من سماع نبضهما..