نصوص أدبية

ليلٌ لا يشبه الليلَ

MM80ولم أمتطِ غير جرحي

ولم اهذِ بغير رفاتي

 


 

ليلٌ لا يشبه الليلَ / جوزيف دعبول

 

ضقت ذرعاً ذرعين ثلاثاً

وأنا أطوي المطوى في جسدي

فينهمر النور

وينوس العالم.

لقد كرهت الخيول البرية

والسيوف المدماة،

أية هدية أهديها لك في هذا العيد

والعيد مئذنة اللصوص

ولم أمتطِ غير جرحي ولم اهذِ بغير رفاتي، هاتِ يدك،

كل العقارب حزينة (يا لهفتي عليها)

سمها لا يقتل لصاً يمتطي الخيل والمئذنة

ولا للذبابة طنين في أذنيه

(من أين أتى)

ملتفاً بالليل وعيناه فجوتان

(هذه الأرض لنا أم لهم؟!)

لم أعد اتقن الفراسة

وعلم الجغرافيا

والتاريخ أسود بلون الثكالى.

هو على ساقٍ واحدة قذف بالأخرى في عين الطفل فاحمرّت عيناه

يا عينا الطفل،

قدموا من الشمال، الجنوب، الغرب، الشرق،

ولم تحملهم أرواحهم فحملوها على رؤوس الجماجم

وتلبّسونا

نحن العراة،

ولم تحملنا الأرض،

فرمينا أنفسنا في الهواء

الظامئون نحن الجائعون،

أين نهرنا وطريق الغابة (عووووووو) هذا صوت صديقنا الأخير، ولا عودة،

يقفز المهرج فوق رؤوسنا، ويرمي وثائق أسمائنا الضائعة، ونضحك حتى تنفجرَ أعيننا من القيح.

ليل لا يشبه الليل، وما أشبه هذا الليل بالليل.

 

في نصوص اليوم