نصوص أدبية

أيـن شـطـآنـكِ مـنـي؟

yahia alsamawiأضـحـى كـلُّ مـنـبـوذٍ أمـيـراً

وســقـيـطٍ آثِـمِ الأمـسِ إمـامْ

 


 

أيـن شـطـآنـكِ مـنـي؟ / يحيى السماوي

 

أيـن شـطـآنـكِ مـنـي؟

جـئـتُـكِ الـلـيـلـةَ عـصـفـوراً طـريـدَ الـرَّوضِ

مـهـدورَ الـمـواويـلِ

افـتـحـي عـشَّـكِ لـلـقـادم مـن كـهـفِ الـمـراثـي ...

مَـرَّ دهـرٌ

ومُـغَـنِّـيـكِ حـبـيـسُ الـعـطـشِ الـوحـشـيِّ

لا الـيـنـبـوعُ يـرويـهِ

ولا كـأسُ نـمـيـرٍ ومُـدامْ

 

مُـطـفـأ الـضِّـحـكـةِ

طـفـلاً

شـاخَ مـن قـبـلِ الـفِـطـامْ

 

ضـائِـعـاً أبـحـثُ عـنـي

بـيـن أنـقـاضـي ومـا خَـلَّـفَ أمـسـي

مـن رُكـامْ

 

أيـن فِـردوسُـكِ مـنـي؟

دَورَقـي تـمـلـؤهُ الـريـحُ وكـأسـي فـاض صَـمـتـاً

والـرَّبـابـاتُ حُـطـامْ

 

لا الـنـدى يـلـثـمُ أزهـاري

ولا يُـغـوي فـراشــاتِ صَـبـاحـاتـي

أقـاحٌ وخُـزامْ

 

عـازفـاً عـن عـسَـلِ الـلـثـم ِ

وتُـفّـاحِ الـكـلامْ

 

هـاربـا

مـن زحـمـةِ الـصَّـمـتِ الـى ثـرثـرةِ الـمـوجِ

وفـانـوسِ الـظـلامْ

 

أيـن شـطـآنـكِ مـنـي؟

صـادقـاً كـان سَــرابُ الـنـخـلِ فـي الـواحـاتِ

والـكـاذبُ نـهـري والـغـمـامْ

 

خـبِّـئـي يـاقـوتَ عـيـنـيـكِ ...

احـذري الـنـورَ

فـأصـحـابُ الـحـسـامْ

 

أصـدروا الـفـتـوى بـتـحـريـم الأراجـيـحِ

وتـكـفـيـرِ أغـانـي الـعـشــقِ

أضـحـى كـلُّ مـنـبـوذٍ أمـيـراً

وســقـيـطٍ آثِـمِ الأمـسِ إمـامْ

 

فـادخـلـي الـكـهـفَ

وسـدِّي بـالـصـخـورِ الـبـابَ

حـتـى يـعـبـرَ الـشـارعَ أصـحـابُ الـلـثـامْ

 

وفـضـائـيُّـو " بـنـي الـخـضـراءِ "

فـي " وادي الـسـلامْ "

 

نـحـنُ فـي عـصـرٍ بـهِ الـعُـهـرُ حَـلالٌ

والـمـروءاتُ حَـرامْ

 

كُـلُّـنـا مُـتَّـهَـمُ الـنِـيَّـةِ فـي فِـقـهِ الـسـلاطـيـنِ

و " أصـحـابِ الـمـقـامْ "

 

نـهـرُنـا مُـتَّـهَـمُ الـمـوجِ بـإرواءِ الـبـسـاتـيـن

وإطـفـاءِ الـضّـرامْ

 

نـخـلُـنـأ مُـتَّـهَـمُ الـسَّـعـفِ

بـإيـواءِ الـحـمـامْ

 

قـلـبُـنـا مُـتَّـهَـمُ الـنـبـضِ

بـتـألـيـبِ الـمـواويـلِ عـلـى جـعـجـعـةِ الـحـربِ

وتـألِـيـهِ الـطـواغـيـتِ

وتـمـجـيـدِ الـلـئـامْ

 

جُـرحُـنـا مُـتَّـهَـمُ الـنـزفِ ...

تـعِـبْـنـا يـا عـراقَ الـدَّمِ .. والـدمـعِ .. الـسـبـايـا..

والـنـواطـيـرِ الـنـيـامْ!

 

في نصوص اليوم