نصوص أدبية

تساؤلاتٌ فلـتَتْ من أوراق شاعرٍ لم يُجِبْ عليها

jawadkadom gloomكيف لي ان اقنع النازح الممرّغ بالتراب

بانّ بيته مازال مفروشا بالسجاد الفارسيّ!!

 


 

تساؤلاتٌ فلـتَتْ من أوراق شاعرٍ لم يُجِبْ عليها / جواد غلوم

 

كيف لي ان اقنعَ العندليب

بأني لست أذنا صاغية للغناء؟!

شيخ القبيلة ومعتمر العمامة الماكرة

تقاسما صنع كرة من طين وأخرى من عجين

أحكما وضعهما سدادةً في مسمعيَّ

أباحا لي حصرا الانصات لصفير مؤخرتيهما

تآلفتُ مع  الأصوات الخارجة من دورات المياه

أدمنتُ الاصغاء للريح الصائتة والصامتة

واستأنستُ هدير المفخخات وجلجلة صليل الحرب

***

كيف لي ان اقنع النازح الممرّغ بالتراب

بانّ بيته مازال مفروشا بالسجاد الفارسيّ!!

وان الاسرّة مرتّبة لم تعبثْ بها اجساد الغزاة

الطاولة مازالت لامعةً في زاوية الغرفة

يرقد فوقها الحاسب الآلي برفقة أقراصه المدمجة

***

كيف لي ان ادعو الورد الى حفلة عشاء

دون ان تنغّص مائدتهُ عظمةُ سمكة سامة!!

***

كيف لي ان احتفي بحبيبتي البعيدة

وأعانقها جهرا وهي نازلة من مدرجات الطائرة

لأشبعها ترحابا وتقبيلا وهصرا!!

***

كيف لي ان اقتصّ من "جوليان أسانج"

أخرس لسانَه وأكسر دواته ويراعه

انا العالَمُ الماكر المترنح

الواقفُ بقــدَمٍ واحدة

على قرن ثورٍ أعرج؟!

***

كيف لي ان افتح "ويكيلكس عربي"

وعيون الملثّمين تحدّق بي شزراً

أصابعي ترتجفُ من نقرة الكيبورد

مثلما يخاف جنديٌّ جبانٌ من زناد البندقية؟!

***

كيف لي ان أقتل حيامن  مغولنا الجدد

وأشطر صلبهم نصفين

وفأسي مضاعٌ  في غابات تائهة شائكة!!

***

كيف لي ان أورثَ الحرية لنسلي

أسرق جينات هجينة من عالم آخر لايشبهني سمتاً

أدسّها في رحَمٍ  عاقرٍ سقيم؟

***

كيف لي ان أغزل نسيجا واقيا صلبا

يسترُ عورات نساءنا النائحات على أزواجهنّ

ويشْـقـقْـنَ صدورهنّ على فلذّات أكبادهنّ

ودزينة من المقصّات تحوم حولي لتبترّ أصابعي!!

***

كيف لي ان اهجوَ حنجرة الكناري

واتغنَى بالغربان وأغازل البغاث

طمعا في شأفةٍ من جيفتها؟؟

***

كيف لي ان اقتطع خِرَقا من عمائم سادتي

ألفّها حول خصري وأرقص رفساً ودبْـكاً

مثل عاهرة لاتحسن فرفشة ماقبل التماسّ!!

***

كيف لي ان اظلمَ الفراشات الملونة

وأتيح لها ان تدور بين الاضرحة والمآتم

لتمتصّ الحزن والبكاء

تلقّحهُ الى الجنائن المعلّقة وبساتين "جيكور" !!

***

كيف لي ان أشير بيدي الى اعالي القمم

دون ان ينتبه لي حتى القمِيء الضئيل الشأن؟

***

كيف لي ان اصحب درويشا متمرّدا، بائساً

أطعمه طبق "كافيار" في صالة لعروض الازياء

دون ان أُغضبَ صيّادي بحر قزوين!!

***

كيف لي ان اعقد قران صبية صغيرة

أقودها بكفّي الى من يريد اغتصابها

أبارك له صنيعه وأقبض أتعابي

وأدسّها في صرّتي المثقفة بإزميل القذارة!!

 

في نصوص اليوم