نصوص أدبية

رَفْرَفَةٌ

abdulfatah almutalibiنَزِقٌ وفي البلوى حِجاجيٌّ حصيفْ

مُتَهَتّكٌ مُتحــــــــــــلِلٌ لا يحتشمْ

 


 

رَفْرَفَةٌ / عبد الفتاح المطلبي

 

حَذِراً أَرَى ظِلّي كمِسـْــمارٍ نحيفْ

مُتنقلاً بَيـْــــــــنَ الضَمائرِ والذممْ

 

علّي أُصادِفُ في بَقاياها العفيفْ

فإذا بها  جَدَثٌ تَضجُّ بهِ الرممْ

 

مَعَ إنَّ لـِــــيْ عَينْيَّ  لكنّي كفيفْ

أوْ أنَّ لــــــي شَفَتيَّ لكنْ دونَ فمْ

 

مازال بؤسُ الدهرِ للبلوى رديفْ

والسهمُ يتلو السهمَ والمَرْميُّ جَمْ

 

مازالَ سعيُ الناسِ زحفاً للرغيفْ

مذْ كابدَ الإنسانُ همّاً بعدَ همْ

 

ما نفعُ أجنحةٍ وليسَ لـَـها رفيفْ

ومساهمٍ في الأمرِ ليسَ لهُ سَهمْ

 

أنَا ضَيفُ أيامٍ بمضيفةِ الخريفْ

فقصاعُها مــــلأى بأنواع الألمْ

 

ثُعبانُها الخناسُ ملمسُـــــهُ لطيفْ

فحِذارِ إن لمْ يبتلعْ فَلَرُبَّ سَمّْ

 

والهمّ صوّالٌ ولي جسمٌ ضعيف

وذئابهُ غرثى ونبضاتي غنمْ

 

ولقد سَمِعتُ بلكنةِ الدهرِ العزيفْ

جنيُّهُ كَلِفٌ بليـــــــــــسَ ولا ولمْ

 

نَزِقٌ وفي البلوى حِجاجيٌّ حصيفْ

مُتَهَتّكٌ مُتحــــــــــــلِلٌ لا يحتشمْ

 

متوهمٌ أني بمـــــا غنّى عريفْ

هلْ تسمعُ الحملانُ غمغمةَ الوَضَمْ؟

 

أتراكَ سمّاعـــاً فأغواكَ الحفيفْ

من همسِ صفصافٍ بأطرافِ الأجمْ

 

هو ذاته الصفصافُ ذو الظلّ الوريفْ

يأتيك في الأحـــلامِ مُختضِــــباً بدمْ

 

كم صحتَ بيْ والصوتُ هزّامٌ مخيفْ

ياصاحبَ الأمرين لكنـّـــــي أصمّْ

 

مشياً على قلبي يُسابقُني الرصيف

ووددتُ لكنْ لــــمْ يطاوعْني القدمْ

 

أنا عالقٌ في الفخّ جُرحيَ والنزيفْ

والقلبُ يعلمُ أنّ قاتلَــــــــــــهُ الندمْ

 

وتجوسُ في كبدي تباريحُ الأسيفْ

وكأنّ جُرفَ الروحِ هــــارٍ فانهدمْ

 

متولّعٌاً حملَ الجناحَ على الدفيفْ

والموجُ مـــن تحت القوادمِ مُتّهمْ

 

فحِذارِ إذْ تدعوهُ بالعشِّ الأليفْ

متخيلاً أزبـــــــــــادَ موجتهِ أدَمْ

 

ما كانَ يحسَبُ أن يجافيه الحليف

ويُسددُ الأقواسَ من خلفِ الأكمْ

 

هو هكذا  قلبـــــي يكبلهُ الوجيفْ

وكأنهُ قــــــــمَرٌ نأى حتى انثلمْ

 

عيناهُ رانيتانِ  نــــحوَ غدٍ شفيفْ

فَرِحٌ ولــــوْ تطويهِ أشرعَةُ العدَمْ

 

في نصوص اليوم