نصوص أدبية

إستبدادٌ

abdulfatah almutalibiوتغافلتُ عن فداحةِ ضعفي

وتبجحتُ بالظهيرِ المكينِ

 


 

إستبدادٌ / عبد الفتاح المطلبي

 

منذُ ستّين قد سَبَتْني سِنيني

قيدُها قُدَّ من دمي وحنيني

 

دأبتْ تنسجُ الشِباكَ لروحي

نسجَ خيطينِ ريبتي ويقيني

 

أقحمتني بلعبةٍ لستُ فيها

غيرَ عبدٍ بما تريدُ رهينِ

 

أنا في الريحِ ريشةٌ قد عراها

ما عراها من الجوى والحنين

 

غيّمَ الحزنُ هاتناً فوق قلبي

فإذا بيْ أعودُ قبضةَ طين

 

ألأنّي كـــــــــما أنا أم لأني

باتَ خبزي كما يريدُ عجيني

 

أنا ما بين عُسفِها والليالي

مثل زُغبِ الفراخِ بينَ يدينِ

 

بيَ وَجدٌ إذا طغى صارَ وغداً

عنصـــريًّا ولا يُدين بدين

 

كلما صاحَ ناعقٌ في سماها

خلتُ أني سمعتُ ما يعنيني

 

لا ثمارٌ ولا نضارةَ غصنٍ

وإذا بالخريفَ صارَ قريني

 

حام نسرُ الفُراقِ فوقي طويلاً

غير أنــــــي أذودهُ كل حينِ

 

منذ ستين لم يعدْ منْ سُهيلٍ

في السموات للثريا خدينِ

 

ليسَ غير الرحيلِ يُوشِكُ بدءًا

دقَّ ناقوسُهُ  قويَّ الرنينِ

 

كم تخفيت منهُ بين خَرابي

وتحصنتُ بالمكان الحصينِ

 

وتشاغلتُ بالرؤى وهي وهمٌ

وتعللتُ بالخزيـــــنِ الثمينِ

 

وتغافلتُ عن فداحةِ ضعفي

وتبجحتُ بالظهيرِ المكينِ

 

وظننتُ السراب بحرا عميقا

مبحرٌ فيه  والفؤادُ ســـفيني

 

غيرَ أني علمتُ أني مُسّفٌ

فوق ذاك السراب في كل حينِ

 

منذ ستين طال فيها ارتحالي

بين وعرٍ من الأمور ولَيْنِ

 

وإذا الدهر قد غدا محضَ فوتٍ

يا له من مجانبٍ  وضَنينِ

 

في نصوص اليوم