نصوص أدبية

أنينُ النايّ

abdulfatah almutalibiفي كل ركنٍ ركامٌ مــــن خرائبنا

وكلّ يومٍ بـــــــهِ النيرانُ تشتعلُ

 


 

أنينُ النايّ / عبد الفتاح المطلبي

 

أغرَى الفؤادَ أنينُ النايِ والغزلُ

من عاشقٍ كَلِفٍ بالبيضِ، يبتهلُ

 

موّالُهُ قد سـَــــــقى قلبي بعلقمهِ

كأنما الحزن مــــن جرّائهِ جبلُ

 

ما للمواويل ترويها النوى عللاً

والنأيُّ كأسُــهمُ الأوفى إذا نهلوا

 

للوصلِ صَيّرَ من أوصالهِ سِكَكا

وضجّ فيهِ الشَجا دهراً ولم يصلوا

 

كم قد سألنا الصَبا أيامَ صبوتهِ

عنهم وما أشفقوا يوماً ولا سألوا

 

ما إنْ ثَمِلْنا وشــــنّ الليلُ غارتَهُ

حتى جَرَتْ بِهمُ الأقدارُ فارتحلوا

 

القلبُ إثرهمو قـــــد طارَ طائرُهُ

ماكانَ ضَرّهمُو لـــوْ أنّهمْ عدلوا

 

في غابرالدهرِكان الليلُ ذا قمرٍ

لكنه هذه الأيـــــــــــــام مُعتَقَلُ

 

الليلُ كلكلَ مُختـــــــــالاً بظلمتهِ

والفجرُ عوّقهُ عـــن مَقدِمٍ عطَلُ

 

والنهرُ ياما طما آذيّهُ زَمَنـــــــاً

يحيي العروقَ ولوْعاثتْ بهاعللُ

 

مالي أراه عليلَ الروح ذا وَصَبٍ

يغفو على قاعِهِ مــن مائهِ وَشَلُ

 

الريح غربية الإعصار تصفعنا

مذ كانَ يُعبَدُ فـــي أنحائنا زُحَلُ

 

شُلّتْ عقولٌ وجفّتْ في جماجمها

قومٌ تمكنَ مــــن أحداقِهمْ حَوَلُ

 

ما للرؤوسِ تركناهـــــا مُغفّلَةً

حتى توطن فـــي أقحافها دجلُ

 

ويلي عليكِ بلاداً قــد تداركها

داءُ الجنون فآضتْ وهي تقتتلُ

 

قد سلّموا لحمها شلواً على وضمٍ

إلى السكاكين لاخـوفٌ ولا خَجلُ

 

يومٌ يكرّ على يومٍ ومـــا اختلفتْ

سود الطوالعِ لا يُرجى لها بدلُ

 

في كل ركنٍ ركامٌ مــــن خرائبنا

وكلّ يومٍ بـــــــهِ النيرانُ تشتعلُ

 

عميُّ البصيرةِ لا ندري أمن رمدٍ

أم أننا لعبةٌ يلهو بـــــــــها نَغَلُ

 

من لا ترى عينهُ أفعـــىً تساوِرُهُ

فإنه محضُ مخدوعٍ بــــها غَفِلُ

 

تسقيك مــــــن سُمّها كأساً معتّقَةً

وتدّعي أن ما تسقيكَهُ عسّـــــــــلُ

 

ما حلّ غازٍ بأرضٍ وهي عامرةٌ

حتى تمكنَ مـــن أطرافها الشللُ

 

ألقى الزمانُ بنا فـــي بحرِ جائحةٍ

عشبُ الجراح على شطآنه خضِلُ

 

تجري بهِ سُفنُ الآقـــــدار ماخرةً

موجاً بحمرتهِ الآجـــــــالُ تغتسِلُ

 

وذي المنايا كباز الصيــــدِ حائمةٌ

وللأعاصيرِ شأناً حيـــــــثُ تنتقلُ

 

في شرعها أنّهـــــا تلهو بأشرعةٍ

ما ضرّ لو مزقتها وهـــي تحتفلُ

 

والشمسُ واهنةً تُلقــــــي أشعّتَها

خجلى تراها وفي إشعاعها كَسَلُ

 

شمسٌ أطلّتْ على قومٍ سراتَهمُ

نوكى ينادون يا عُزّى ويا هُبَلُ

 

أنّى يكونُ بها دفئٌ وقد مرضتْ

من برد أدمغةٍ ينتابــُــــها خَللُ؟

 

ظلمُ القويّ يسـوم اليوم محفلنا

إذ قسمتنا سهوما بينــها الدولُ

 

قد يكتب الدهرعنـا أننا غنمٌ

يسوسُ قطعاننا مـن بيننا سَخَلُ

 

في نصوص اليوم