نصوص أدبية
يوم بَكينا معاً أنا والقبرة (1)
جدتي عند نافذة الأرض أطلت،
تعانق أصداء وحشتي
يوم بَكينا معاً أنا والقبرة (1) / عقيل العبود
عند إمتداد غصنٍ داهمه الشحوب،
ذات يوم من شتاءات كوخ حزين،
هنالك تحديدا مع نحيب تلك الساقية،
أنا وصمتي جلسنا،
نستقبل ساعات الغروب.
القبرة، تلك المتشحة برداء وقارها،
كانت تفترش جناحيها، لكي تنام مذعنة لدقاتِ قلبها المتباطئة.
.............
عند منعطف ذلك الطريق تحديدا،
السحابة المظلمة كانت على وشك أن تنتشر،
القمر شتاءات كانت تنصت بدقة لخطوات صمتها المكفهر.
............
السماء هي الأخرى كذلك كانت،
الأرض ابتدأت تقترب نحوي،
تدنو هكذا على هذه الشاكلة،
تتحدث معي عن حكايات عشقها الأزلي.
............
معا أنا ولوعتي،
رحنا نرتشف رحيق الحياة، لئلا تغادرنا الفراشات،
الزهرة بناءا عليه أبت أن ترتجف.
............
الضوء الباهت حينئذ،
قرر أن يشد الرحال،
ربما بحثاً عن شيء لا أدركه انا،
أو ربما ليحكي عن قصة مملكة يرتادها الخوف.
............
ظاهرة الطيف موضوعة لخطوات، تتزاحم فيها الأضداد، لغة تحتاج إلى التفسير،
الذروة تنازعها خطوات أريد لها أن تمضي، او تستفيق.
............
الفناء رحلة مخيفة، يراودها العناء،
لذا بلا دفء تراني جلست،
أقلب خطوات أزمنتي،
أتعقب مسارات محنتي،
أنحت أسطورة غربتي،
أعزف لحنا سيابيا، هدية لكل أحبتي.
............
هنا مثل مدينتي،
البصرة من نومتها نهضت،
تستقبل نعشي،
جدتي عند نافذة الأرض أطلت،
تعانق أصداء وحشتي،
فتقرر عند أقدامها ان تنبت جثتي.
............
(1) إشارة إلى طائر القبرة أو القمبرة.
نشرت في موقع النور بتاريخ 08/07/2010
تم تنقيحها من قبلي بتاريخ 9/14/2015
ساندياكو